مدار الساعة - محمد العساسفة - قال باحثون ومتخصصون في محافظة الكرك، إن شهر رمضان المبارك يُعزّز من قوة الإرادة عند الفرد ويزيد من تحمُله للشدائد، ويشكل فرصة للمسلم لترك السلوكيات السلبية وإخراج ما بداخله من حزن أو ألم أو مشاكل مرّ بها في حياته من خلال مناجاته لخالقه.
وأوضحوا في حديث لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، أن شهر رمضان يعلم المسلم التخلي عن شهوات النفس، والارتقاء بهذه النفس من خلال تزكيتها وانقطاعها عن أسباب الحياة الدنيوية، إلى تغذية الروح بكثرة الصلاة والعبادة والذكر والتسبيح.
وأوضحت أخصائية الإرشاد النفسي في مديرية شباب الكرك الدكتورة ثروت المعاقبة، أنّ الوضع الفسيولوجيّ النفسي للجسد أثناء الصيام يجعله أكثر عرضة للانفعال وأنّ الارتقاء الروحيّ للإنسان يكون أفضل ما يكون حين يُقاوم الإنسان هذه الجاهزية النفسية للغضب ويتفوّق عليها ويسمو بنفسه عبر التحلّي بالأخلاق الحميدة وإلزام نفسه بعدم الإساءة لأي أحد خلال صيامه.
بدوره، أشار الباحث الاجتماعي عطا الله الحباشنة، إلى أن الصيام يساعد في إنماء الشخصية وتحمّل المسؤولية، فهو يُعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة الجسدية والنفسية، وينمي قدرته على التحكم في الذات.
من جهته، أشار المتخصص في أمور الفقه والشريعة الإسلامية الشيخ أمجد العساسفة إلى أن المسلم في شهر رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها فيمتنع عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالا لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبًا لتقوية الإرادة الجازمة؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب.
وأوضحت الناشطة الشبابية والباحثة الشرعية سكينة الحسنات، أن الصوم يدرب النفس على التعالي عن الشهوات، ليسهل عليها فيما بعد التعالي عن المحرمات، مؤكدة أن الصوم خير عبادة تلزمنا بالامتناع عما اعتادت عليه أنفسنا من عادات يومية مباحة فما أن يمر وقت ما على تناول الطعام حتى تخلو المعدة منه، ويبدأ الجسم بإرسال إشعارات إلى العقل بحاجته إلى الطعام متوقعاً منه أن يرسل إيعازاته إلى الجوارح بالتحرك لتحقيق ذلك، كما هي عادته إلا أنه يُفاجأ بإيعاز الإرادة بعدم تناول الطعام.