أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الهروط يكتب: الفيصلي يفرج عني بعد اقامة جبرية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب .. عبدالحافظ الهروط

اذا كان تأهل الفيصلي للمباراة النهائية في البطولة العربية يعيد له ذاكرة صولاته وجولاته الخارجية، فهذا يعد ايضاُ استرداد هيبة الكرة الاردنية التي غابت شمسها سنوات على مستوى المنتخبات والأندية .

على الصعيد الشخصي، فقد جاء الفوز وللمرة الثانية في البطولة على الأهلي المصري بطل القارة السمراء ، بمثابة افراج عني بعد ان وضعت نفسي في اقامة جبرية ، وحتى لا اقول انني اعتزلت الصحافة الرياضية، اذ من الصعب على الصحفي ان يعتزل مهنته وهو يعيش حياته، ولا اقول في قمة عطائه.

صحيح ان احباطات "مهنة المتاعب" تجعل الصحفي امام الاعتزال او المغادرة ، الا ان من يملك الثقة والارادة سيكون أكثر تحدياً لكل هذه الاحباطات وان من حكم على نفسه بـ الإقامة الجبرية" وهو ما فعلت،ربما لأن الكرة الاردنية تراجعت الى درجة التدهور وكادت تشكل يأساً للوسط الرياضي الاردني.

ما سجله الفيصلي في هذه البطولة ، احسب انه لم ينتقل من فوز الى آخر ومن دور الى ما وصل اليه الا لأنه صار يقدم اداء مدروساً وواقعياً لا عشوائياً ، ومثل هذا الاداء الرائع كان الفيصلي يقدمه في مرحلة عصره الذهبي وخصوصاً على الساحة الخارجية، لا بل ازيد ان الفيصلي قدم كرة حديثة، فهل يستمر بها ويتطور اداؤه الفني؟ هذا سؤال أتركه لإدارة الفيصلي تحديداً .

ولأكون أكثر موضوعية، واستناداً لما شاهدت عليه الفيصلي امام بطل مصر وافريقيا والعصب الرئيس للمنتخبات المصرية المتعاقبة ، فإن الفوز حققه مدرب شاب يملك فكراً عالياً في خططه وكيف ينمي ويوظف قدرات اللاعبين ويوجههم بشكل جماعي لا فردي، وبرجولة دون تهور، منسجماً مع جهاز فني له دراية بالفريق.

ولأكون اكثر صراحة، فإن العناصر التي اهتدت اليها الادارة عناصر بعضها من خارج "صناعة النادي" واذا كان هذا الأمر مقبولاً في عصر الاحتراف فإن الاحتراف له قواعده التي يمكن ان تخدم النادي سنوات اطول ولكنه لا يغني عن اعتماد النادي على عناصره الناشئة، فالاحتراف في عالمنا العربي لم يأخذ مداه، كيف؟

اولاً : عقود اللاعبين عادة ما تكون لموسم او موسمين وهذا لا يكفي للوصول الى فريق متجانس، وما ينطبق على اللاعبين ينطبق على المدربين، فهل تنبهت ادارة الفيصلي لمثل هذه الأمور؟

ثانياً : ان المدربين لم يأخذوا الفرصة الكافية، بمن فيهم المدرب الأجنبي، فماذا لو لم يحقق مدرب الفيصلي هذه النتائج؟هل يواصل مسيرته؟!

ثالثاُ: الضعف المادي للأندية الاردنية يحتّم عليها الصبر في اعداد الناشئين، فاللاعب المحترف والمتميز عادة ما ينظر الى زيادة العقد وليس لسمعة النادي،فكيف توازن ادارة الفيصلي بين اعداد الناشئين وهو يحتاج لسنوات والحفاظ على لاعبين محترفين صاروا مع مدربهم تحت انظار من يحاول كسبهم؟

اجبرني الفيصلي للخروج من "إقامتي الجبرية" وقد فرحت لأدائه وليس لنتائجه رغم أهميتها، ولقناعتي التي اتمترس دائماً خلفها بأن الأداء الراقي هو الذي يصنع النتائج، اذ ما زلت استذكر مرحلة كان فيها الفيصلي يستقطب جماهير الأندية الأخرى لمؤازرته، وأكبرت بجمهوره في تلك المرحلة عندما كان يصفق له رغم خروجه خاسراً في المباراة او عدم وصوله للنهائي في بطولة .

تمنياتي للفيصلي بعودة ظافرة ، وعودة الفرق الاردنية الى المنافسة التي تؤهل المنتخبات الوطنية الى الظفر.

مدار الساعة ـ