استرعت انتباهي على جنبات احد الشوارع، إحدى يافطات الهيئة المستقلة بعنوان،الأردن ينتخب، فقلت في نفسي، لو حذفنا نقطة حرف الخاء لصارت الكلمة ينتحب، اليس استبدال هذه الكلمة بالأخرى اكثر صوابا وأدق تعبيرا عن واقع الحال لدى الأردنيين؟
لو تتبعنا عملية الانتخابات منذ تسعينيات القرن الماضي، وما طالها من تعديلات في قانون الانتخاب، مثل! الصوت الواحد،الكوتا،القائمة الوهمية، قائمة وطن،....الخ. لوجدنا أن هذه التعديلات أدت إلى مجالس نيابية هزيلة،لا تقوى على شيء وأصبحت ألعوبة بيد الحكومات المتعاقبة، بدلا من ان تكون هي السلطة التشريعية، التي تراقب وتحاسب الحكومة على تصرفاتها، وقد أدى هذا الى سن تشريعات لم تحم المواطن، من ارتفاع الضرائب والتلاعب بالأسعار، والاعتداء على جيب المواطن، وتحميله وزر عبث العابثين بمقدرات وخيرات الوطن، وتوظيف من هو مقرب من مفاصل الحكومة،وحرمان مستحقيها منها. وقد أدى ذلك إلى تفشي البطالة، والفقر،والجوع، والمرض، والجهل.
وأخيرا وصلنا الى انتخابات اللامركزية، والتي هي وجه جديد لاستحداث فئة جديدة تحمل خزينة الدولة عبئا ثقيلا من رواتب وامتيازات ومكتسبات، تزيد من المديونية، والتي أصبحت طي النسيان عندالحكومة.
الأردنيون ينتحبون لضياع العدالة الاجتماعية ومن زيادة عدد أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة والبشونة الذين يستأثرون بالنصيب الأكبر من ميزانية الدولة، ينتحبون لتفشي شريعة الغاب، فالقوي يأكل حق الضعيف، والغني يأكل الفقير،
إن واقع حالهم يقول: كفانا انتخابات، فالصناديق لا تفرز رغبتنا ولا تحقق طموحنا وآمالنا، ولا توفر لنا عدالة اجتماعية، ولا تحقق تكافؤا في الفرص،
لا نريد انتخابات ديكورية،، الناشط فيها هو اليافطات المزينة المنتشرة على جنبات الطرق، فلم يعد خافيا على احد صغير او كبير، ما يحدث تحت ستار الانتخابات، وما جرته عليه من آلام ومتاعب.
والخلاصة، ان الشعب ينتحب بأعلى صوته،ودموعه على خديه، ألما من الجوع والفقر،وضياع الحق والمرض،وقلة الأدوية،ينتحب من تحول عملية التعلم والتعليم، الى صفقات تجارية لمنح شهادات لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن لسان حال الأردنيين يردد:
لمين اشكي ويسمعني
لمين ابكي ويرحمني
يا ربي مالي غير رحمتك
ومع ذلك فأن حب الأردنيين لوطنهم شيء مقدس، وولاءهم لقيادتهم الهاشمية مكون اساسي في حياتهم، فتبقى هي املهم وملاذهم الوحيد بعد الله العلي العظيم،
والله الموفق