كتب.. د. محمد كامل القرعان
ليتكم تتكلمون عن الاردن ومرورا بتضحيات الاردن وقياداته ورجالاته ومواقفه وانحيازه بالكامل للقضايا العربية والاسلامية واخص بالذكر القضية الفلسطينية -التي للاسف يحاول المندسون تشويّه صورة الاردن ودوره فيها وانتهاء بدور الاردن والجيش الاردني في الحفاظ على الامن القومي العربي ومساندة الاشقاء العرب والمسلمين الذين يعانون الويلات والحروب والنزاعات والشواهد الحية كثيرة بدءا بالقضية المركزية للاردن وهي القضية الفلسطينية. ليتكم تتحدثون عن دور الجيش العربي الاردني البطولي في معارك 1948 ومعركة حزيران 1967 والملحمة الخالدة في معركة الكرامة عام 1968 وكذلك دور الجيش الاردني في حرب رمضان 1973 ودفاعه عن الاراضي العربية السورية وكيف استبسل الجنود الاردنيون في المعارك التي خاضوها لدرجة اذهلت الاسرائيليين حتى ان العدو الاسرائيلي اعترف على لسان قادته العسكريين ببطولات الجيش الاردني في المعارك التي حارب فيها وهي شهادة من عدو، وللاسف فان البعض ينكرون للاردن هذا الدور البطولي بامتياز.
هناك حقائق ووقائع واحداث وشواهد بطولية ومشرفة ومشرقة تتزين بتاريخ الاردن لم يذكرها احد وان مروا عليها مروا بباطل وحاولوا تشويهها واختزالها بالخيانة والضعف ، ولكن هي تفرض نفسها على ارض الواقع لتبقى شاهدا على العصر والتاريخ. لا يهان وطن رفض تسليم احلام لـ (امريكا) وهي المصنفة من اخطر المطلوبين على قائمة الارهاب الامريكية ومحكومة 21 عام ، وفرض الاردن سيادته
بعدم تسليمها رافضاً بذلك طلب امريكا،وطلب الانتربول الدولي . لا يهان وطن رفض تسليم الدقامسة للصهاينة بعد ان قام بقتل طالبات يهوديات، وافرج عنه وهو الان حي حر طليق يقول كلمته.
لا يهان كرامة وطن اجبر دولة الكيان الصهيوني صاغرة وعصابة الاحتلال احضار علاج لخالد مشعل بعدما تم التعرض لحياته و تسميمه من الموساد ، ولا تهان كرامة وطن فرض على الصهاينة الافراج عن الشيخ احمد ياسين رحمه الله.
قد يساء تصرف بعض الساسة وجهلهم بابسط ابجديات السياسة ، وزق الوطن في مطبات وهي تصرفات اشخاص محسوبة عليهم وهم يحملون وزرها ، لكن لا نجلد الاردن فهناك فرق بين المعارضة للحكومة والمعارضة للدولة، فنحن نعارض ونختلف مع حكومات واشخاصها لكن لا نختلف مع وطن صنع البطولات بباب الواد واللطرون لا نلوم وطن تعامل باخلاقه وشهامة اصله ونبل موروثه الديني والشرعي ، ليس كما يروج البعض بل التزاماً باخلاقيات وقيم الدولة الحية. هناك من يتصدرون المشهد باطلاق عبارات التقزيم والاتهام على وطنهم بزعم (معارضة الحكومة) في الوقت الذي ينبغي الانحياز للوطن وقطع الطريق على المغرضين بالداخل والخارج.
لماذا اذا لم نقرأ تغريدات وبوستات تشيد موقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحازم حيال ما يتعرض له الاقصى المبارك وفرض الوصاية الهاشمية على المقدسات هناك وتحمل مسؤولياته الدينية والعربية والقومية والانسانية ومع ذلك اغمضوا اعينهم المصابة اصلا بالرمد ولم يهتموا.
متى ستكونون مع الاردن وتنصروه وتدعموه ضد كل اشكال الاشاعات الهدامة وترك كل ما يمكن ان يسيء له وتهين وطنهم. فمسيرة الأردن منذ التأسيس والاستقلال وبزغ فجر التاريخ حتى هذه اللحظة تعكس نجاح قيادة هاشمية حكيمة ، تجاوزت التحديات المحليةو الإقليمية والدولية بإلحفاظ على وطن بشرعية ديمقراطية وتاريخية تمزج الاعتدال والتسامح مع صلابة الموقف في الدفاع عن قضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما تحقق من انجازات ب وضع الأردن على خارطة السياسة العربية والإقليمية والدولية كلاعب مؤثر ومقدر. لذا وطن بهذا الحجم يستحق منا جميعا الوفاء والاخلاص.