مدار الساعة - ليث الجنيدي - في منطقة "أم أذينة" بالعاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في سوق الذهب، اختار مستثمر قطري وآخر أردني إنشاء مشروع مشترك بات يُعرف بأنه الأكبر من نوعه على مستوى المملكة، رغم أنه لم يمضِ على افتتاحه سوى أسابيع قليلة.
مطعم ومقهى ربما يكون ذلك أمرا اعتياديا، لكن ما يميز هذا الاستثمار هو أن كل الأطعمة المقدمة فيه هي وجبات تركية، يُعدّها ويقدمها كادر تركي محترف، ما يتيح للزائر اختبار تجربة تناول وجبة في أرقى مطاعم إسطنبول، ولكن في قلب عمّان.ما إن يدخل الزائر إلى المطعم حتى يفقد سيطرته على نظراته التي تجوب المكان يمنة ويسرة، للتمعن بجمالية التصميم والتنسيق، وينطلق باحثا عن مكان للجلوس يمكّنه من الاستمتاع بكل جزئية يحتويها.مراسل الأناضول زار المكان الذي أصبح مقصدا للراغبين في تذوق أشهى المأكولات التي تُتقنها أيادٍ تركية، ويضفي حبّ أردني وأصالة قطريّة، رونقا خاصا وحضورا مميزا على وجودها.** "استثمار رائد"رواد الدراوشة (43 عامًا) المسؤول عن إدارة المشروع، قال: "الرؤية الملكية أكدت أهمية توفير بيئة حاضنة للاستثمار بالأردن، ولقناعتنا بأهمية ذلك، تم التواصل مع أشقائنا في دولة قطر وشجّعناهم على الفكرة، وإيجاد مشروع استثماري رائد على مستوى المملكة".وأضاف للأناضول أن "الفكرة في أساسها كانت العمل على إحداث معلم بارزٍ في الأردن، وليس مطعمًا ومقهى فحسب، والحمد لله حققنا مرادنا منذ الافتتاح الذي جرى مطلع أغسطس/ آب الجاري، وكما ترى المكان مليء بالزوّار".وتابع: "ما عزّز فكرتنا هو التركيز على المنتج والثقافة التركية بالتحديد، فتركيا وجهة بارزة للسياح من مختلف دول العالم، وللأردنيين على وجه الخصوص".واستطرد: "الثقافة التركية التي تعززت بانتشار الدراما في مختلف الدول العربية، كانت دافعًا لاختيارها بأن تكون صبغة المكان، لإتاحة الفرصة للأردنيين والزوار لعيش التجربة من عمّان".وبيّن الدراوشة أن "ما يميّز المكان هو أنه استثمار أردني ـ قطري بطابع تركي، وهو تأكيد واضح على مستوى ارتباط الدول الثلاث اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فضلا عن الجوانب الأخرى".وأوضح أن "قيمة المشروع بلغت نحو 7 ملايين دولار، ويضم 123 موظفا في مختلف الأقسام، منهم 25 تركيا".وبحلول 2021، تخطت الاستثمارات القطرية في الأردن 4.5 مليارات دولار في جميع القطاعات وأنشطة السوق، بينها قرابة 550 مليون دولار تعود للقطاع الخاص القطري، وفق بيانات مجلس الأعمال بين البلدين.** أكثر من 100 طبق تركيمن جانبه، حكمت سوزر (41 عاما) الشيف التركي المسؤول عن إعداد الوجبات، بيّن خلال حديثه للأناضول، أن "المكان يضم 25 تركياً مسؤولين عن إعداد المأكولات والمشروبات وتقديمها للزبائن".وتابع: "نقدّم جميع أنواع الوجبات التركية من كباب ومقبلات وحلويات، وبما مجموعة 106 أطباق يتناولها الزوار وهم يستمتعون بسماع الموسيقى التركية".وأردف: "هناك إقبال كبير على وجبة الإفطار، وهي تحتوي على معجنات وسلطة باذنجان وعسل تركي، وبالعموم فإن أكثر الطلب يكون على البقلاوة والطبق التركي المشهور، إسكندر كباب".ولفت إلى أن "جميع المواد المستخدمة في تصنيع الأطباق يتمّ إحضارها من تركيا، وكنّا في البداية نواجه صعوبة في كيفية الحفاظ على جودتها، ولكن وُفّقنا بذلك".ويُصنّف المطبخ التركي ضمن قائمة الأوائل عالمياً، ويتّسم باتساع حدوده وقدمها والتي تعود لآلاف السنين.** تركيا.. وجهة الأردنيين الأولى سياحيايرتبط الأردن وتركيا باتفاقية التأشيرة الحرة بين البلدين وسط انتظام الرحلات المباشرة من عمّان إلى أنقرة أو إسطنبول وبالعكس.من جهتها، تشغل الخطوط التركية خطا من إسطنبول إلى العقبة أقصى جنوب المملكة بواقع 3 رحلات أسبوعية، كوجهة ثانية لرحلاتها إلى الأردن.وتعد تركيا وجهة سياحية رئيسة للأردنيين، خاصة مدن وولايات إسطنبول وأنطاليا وإزمير وألانيا، بسبب تنوعها السياحي بين الترفيه والطبيعة والعلاج والثقافة، إذ بلغ عددهم عام 2020 نحو 400 ألف زائر.الأناضول