ـ ميسر الحياري حوّلت منزلها إلى مزار سياحي في مدينة السلط المدرجة في قائمة التراث العالمي كمدينة لـ"التسامح والضيافة الحضرية"
ـ أبرز زوارها عقيلة العاهل الأردني الملكة رانيا، وسياح من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وبلجيكا والدول العربيةـ السيدة الأردنية تصنع على الحطب 42 نوعا من المربّى والأجبان والمنتجات المحليةمدار الساعة -ليث الجنيدي / الأناضول - في مكان مزدان بالجمال والخضرة، تتيح الأردنية ميسر الحياري لزائريها عيش الماضي بكل تفاصيله.تقدّم من خلال استراحتها الخاصة أقدم الأطعمة الشعبية المصنوعة منزليا على الحطب، فضلاً عن طقوس تراثية بات وجودها أمراً نادراً في الحياة المعاصرة.تقيم الحياري (61 عاما) مع زوجها وأسرتها في مدينة السلط بمنطقة وادي شعيب وسط الأردن، وتحلم بأن تكون في مصاف المتميزين، رغم قسوة الظروف التي مرّت بها.مراسل الأناضول زار السيدة الأردنية في منزلها، بعدما تحوّل إلى مزار سياحي يميّز المدينة، ويشير لعصامية امرأة صنعت نفسها.** إنتاج غذائيالمكان يعجّ بدلائل تؤكد البساطة والأصالة، تتوزّع في أرجائه مقتنيات تراثية من فوانيس وأوانٍ وبُسط (سجاد مصنوع يدويا).استقبلتنا الحياري بمدرقة سلطيّة (زي تراثي لنساء المدينة) وعُصبة شمالية (قطعة قماش تلف على الرأس) وابتسامة عريضة، قائلة: "أهلاً وسهلاً بالأناضول".يرى الناس في منزلها ما لم يشاهدوه منذ عقود طويلة، لتبرهن أن ما تقوم به امتداد لإرث قديم وتاريخ أردني حافل.الحياري بدأت عام 2010 بتأسيس جمعية خيرية لإنتاج أنواع عديدة من المُرَبّى.قالت: "كنت أقوم بإنتاج المُرَبّى، وأخزنه في منزلي، وكانت وزارة الزراعة ترسل لي من يريدون التّعلم".وأضافت: "بعد مشاركتي في مهرجان زراعي، قررت إنشاء هذا المكان عام 2010 ببيت من الشَّعَر على مدخل المنزل، وطوّرته حتى وصل إلى شكله الحالي".وتابعت: "أصنع على الحطب 42 نوعاً من المربّى، وأنتج الأجبان والألبان والمقدوس والزعتر البلدي، و(حواجة المنسف) مسحوق وجبة المنسف الشعبية المكوّن من 44 عشبة جبلية، وغيرها".** برنامج سياحيقالت الحياري: "أبرز من زارني قبل 3 سنوات عقيلة العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله، ويأتيني الزوار من كلّ دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وبلجيكا، والدول العربية، إضافة إلى السكان المحليين".وأضافت: "للسياح مسار خاص داخل المكان، يبدأ بالاطلاع على كيفية تصنيع المنتجات والمشاركة في إعدادها، ثم ارتداء بعض الملابس الشعبية والتراثية والتقاط صور تذكارية بها".وتابعت: "يتضمن البرنامج السياحي جولة خلف المنزل لحلب الماعز، وجمع بيض الدجاج وتحضيره ضمن وجبات الطعام".وزادت: "ويزور السياح مشتلا يحوي مختلف أنواع الأشجار والنباتات لأخذ ما يرغبون فيه".وأوضحت: "بإمكان الزوّار صنع خبز الشراك على الصاج، وتناول وجباتهم التي يصنعونها بأيديهم قبل أن يغادروا المكان".وأردفت أن "ذلك المسار يحتاج في العادة إلى يوم كامل أمضيه بكل محبة مع زوّاري".** منتجات الأجدادحكت الحياري عن دوافع إقبالها على مشروعها قائلة: "الحاجة والظروف الصعبة أبرز الدوافع".وبيّنت: "زوجي متقاعد ومعاشه لا يكفينا، لذلك كان لزاما عليّ تحمّل المسؤولية إلى جانبه لتحقيق حياة كريمة لأبنائنا".وقالت: "الإنجاز والتميز يحتاجان إلى جد وتشمير، وأدعو جميع النساء في بلدنا الحبيب للمساهمة في نهضة المجتمع بكل اجتهاد، ومساعدة أزواجهن في حمل المسؤولية، وصولا إلى عيش كريم".وتابعت: "تعلمت كل ذلك في صغري على يد جدتي رحمها الله، وكنت أرافقها طوال الوقت، لذلك أطلقت على المكان منتجات أجدادنا".** تسامح وضيافةواستطردت الحياري: "رغم اعتقاد البعض بصعوبة هذا العمل، إلا أن شغفي به يجعله سهلاً".وأكملت: "هو سهل جدا مقارنة بالظروف الصعبة التي مررت بها، فمنذ 25 عاماً كنت أذهب إلى جبال البلقاء لجمع الأعشاب ورعي الأغنام".وتقع مدينة السلط على بعد 30 كم من العاصمة الأردنية عمان، وتتميز بنمط معماري خاص يعود معظمه إلى الحقبة العثمانية.وعام 2021 أدرجت على قائمة التراث العالمي تحت مسمى "مدينة التسامح والضيافة الحضرية".
الأردنية الحياري.. عنوان الباحثين عن تجربة عيش تفاصيل الماضي
مدار الساعة ـ
حجم الخط