هي ليست مجرد رقم صعب. قطر أبعد من هذا بكثير، وإن شئتم انظروا الى دوحتها.
مدار الساعة - كتب: عواد الخلايلة *
حار الخصوم كيف ينالون منها، فكلما تقدموا خطوة كانت قطر تسبقهم بخطوات. تلك الدوحة المدركة ان للنجاحات الدولية والدبلوماسية والاعلامية التي صنعتها بيديها سيجلب لها "كيد"، ولا يفلح الكائدون.
لهذا تراهم وكأن جنونهم انفلت من عقاله، كلما اقترب موعد الكرنفال العالمي - مونديال قطر.إن الدولة التي بناها القطريون برمش العين، بات يراها العالم أنها استثناء مهم صُنع بعقل أمير يدرك المآلات، وإن شئتم أطلوا على عبقريتها.قصة نجاح يحار المرء امامها، فتسأل: كيف صنعوا كل ذلك. وإن شئتم دققوا في الأرقام، فالأرقام لا تجامل احدا.بينما كان يعتاش الآخرون على ما لديهم من موارد، نهضت قطر بعقل أبنائها، فصارت ملجأ لكل طموح، فيها يجد عنوانه، ولكل مكلوم، فيها يجد دواءه.وبينما تصدّعت سياسات دول في تيه تخبط السياسات، وفوضى المواقف؛ حافظت قطر على دوحتها، طوال العقود.لقد ذهب القطريون الى صناعة اسم تحول الى منارة عالمية. صار منارة اعلامية ومحطة دبلوماسية، لازمة المرور، وإن أردتم شئتم انظروا الى شبكة الجزيرة.يطيب لقطر أن تطبخ ما تريده على نار هادئة. من دون صخب، وبكثير من الصبر والحكمة. تلك الدوحة التي صارت عنوانا للشعوب العربية، ومقصدا للمجتمع الدولي اذا ما ألمت به النوائب. وإن شئتم اسألوا افغانستان.تلك الدوحة الصرح السياسي العربي، التي تحولت الى حلمٍ لعربي في روحه ابداع يريد أن ينهض به.
* صحفي أردني