أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: عرق ريحان

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

أول ما يصادفك وأنت تدلف بيوت أهلنا ، قواوير مصطفة على الممرات العتيقة ، ربما تكون علبا من التنك ؛ فلا يهم إن كانت علبة سمنة أو حليب أو دلو لبن من البلاستيك ، المهم مزروع به عروق الريحان على الممرات الضيّقة ، ربما ليستْ متناسقات بالطول والحجم ، ولكنها تتسابق بعروق الريحان المنتشية ، وربما في الصباح الباكر رفعتها الأمهات على أطراف الشبابيك ، وبلّلتْ يديها ببضع حبيبات ماء ثم نثرتها على الأوراق الخضراء ، وكلمّا هزّها نسيم الصباح ، جلب معه رائحة الريحان التي لا يشبهها شيء إلا رائحة الجنّة الموعودة ربما.

كانتْ الأمهات في ساعات الغروب وإقتراب المساء ، عندما يحلّ ضيف على البيت ، يقرّب منه قوّارة من الريحان تكريما له ، ولينتشي بعطرها ، ولربما لامس براحتيه أوراقها ، أو قطف عرقا صغيرا إحتفظ به ، وخبئه بجيبه خلسة.

الريحان من نبات الجنّة وله فوائد جمّة ، وقد ذكر في القرآن مرتان : (والحب ذُو العصف والريحان ) و(فروح وريحان وجنّة نعيم ) ، لذا لا نستغرب أن أمهاتنا كُنّ يتسابقن لزراعته في البيوت ، وعلى الممرات ، وعلى أطراف الشبابيك.

الريحان كالحياة ، عمره قصير ، يصاب بالذبول سريعا ، وكُنّ أمهاتنا يقلن : ماله روح ، ربما عرق الريحان يشبه بعضنا ، يأتي سريعا ويذهب على عجل ، كان زاهيا منتشيّا بعطره ، ما أن لبث ذبل وإصفّر وحيدا ، عندما غابتْ الأيادي عنه ..!!

مدار الساعة ـ