عام كامل.. ولم أكتب شيئاً

مدار الساعة - كتب: عمار محمد سالم

مر عام... عام كامل .. لم أكتب خلاله أي شيء ... كم مر سريعاً هذا العام كان هاجس الكتابة يأكل رأسي طوال تلك الأيام فحيناً كنت اخط وامحي وحينا كنت اشاهد الأخبار ولا جديد سوى مشهد يتكرر من اقتحامات وحروب، والقتل والدمار، الى ان وصلنا لغلاء في الاسعار بسبب بناء نظام اقتصادي جديد وبعدها سنشهد تعديلاً وزارياً كما شهدنا في قديم الزمان (ايام حكومة الرزاز) لن يجلبو سوى الوهم، بين وبين كذب من هنا ومن هناك، و.... ، ورغم كل تشاؤمي وسواد الأفق في رؤاي، كان وعد امي بأن الفرج سيكون قريباً، كان يملأ كياني في كل لحظة، وكنت أسخر بيني وبين نفسي حين أزعم دوماً أن ظني الأسوأ هو الذي كان ولازال يتحقق، وفي أحيان تقفز الشواهد من ذاكرتي ومن حاضري، ليعود التاريخ بإعادة كتابة ماسبق من احداث ومشاهد ولؤكد لي هذا اليقين .. ثم لا ألبث إلا أن أعود فأذكر الإيمان في عين امي .. وانتظار ازهار الياسمين .. فأذكر عيون الياسمين وعيون امي لا ارى بهما سوى الأمل .. ف حار أمري .. وبين هذا اليقين .. وتلك الظنون .. و رغم كل همومي وآلامي وشكواي التي لا تنتهي فإن أكثر ما يقضّ مضجعي هو توالي الأيام، واقتراب الميعاد، وأنا لا أجد شيئاً يستحق الكتابة سوى ظني .. وصارت الكلمات تغص في حلقي كلما أمسكت بالقلم ويمر أمام مخيلتي شريط الذكريات لوطني وأن التاريخ يعيد كتابة ما خط سابقا ...