مدار الساعة - ادعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن سفير إحدى الدول العربية، أرسل اعتذارا لسفير حكومة الاحتلال الإسرائيلي في اليونيسكو، لكونه "اضطر" للتصويت تأييدا لمشروع قرار المجموعة العربية، القاضي بأن البلدة القديمة في الخليل، وبضمنها الحرم الإبراهيمي، هي موقع فلسطيني، يدرج على لائحة التراث العالمي، فيما قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقليص مليون دولار إضافي من رسوم عضوية الأمم المتحدة، لصالح إقامة متحف يهودي في مستوطنة قرب الخليل.
وحسب رواية الصحيفة الإسرائيلية، فإن سفير كيان الاحتلال المدعو كرمل شامل هكوهين، اتفق مع سفير إحدى الدول العربية، على أن يصوت ضد مشروع القرار العربي، إلا أنه تراجع عن وعده، بعد أن لاحظ عدم وجود ساتر للمصوتين، ما يعني أن تصويته سيكون واضحا أمام الجميع.
وذكرت الصحيفة أن السفير ذاته أرسل رسالة هاتفية إلى سفير الاحتلال، قال فيها، "يصعب علي القول إن هذا كان تصويتا سريا. كان الحال هناك حامي الوطيس. ولم يكن لي مفر". ورد هكوهين كاتبا، "أعرف يا صديقي. بالنسبة لي هذا وكأنه فعلت هذا".
وكان لافتا السلوك الغريب لسفير حكومة الاحتلال في جلسة التصويت التي عقدت يوم الجمعة، والذي عمد خلالها لإهانة المنظمة الدولية، فوفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن سفير الاحتلال ألقى خطابا، وجعل هاتفه الخليوي بشكل مصطنع، يرن دون توقف، ثم قال، آسف، فأنا مضطر لأنهي حديثي لأن عامل الصيانة في بيتي في فرنسا، يريد إصلاح شبكة المجاري، وهذا أهم بكثير من قرار اليونيسكو.
كما صدرت ردود فعل من حكومة الاحتلال، تعكس حالة "الجنون" من قرار اليونيسكو، ودفاعا عن العصابات الإرهابية التي تسيطر على البلدة القديمة في الخليل، إذ قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، وهو من أكبر الداعمين للاستيطان في الخليل، "إن القرار يثبت أن اليونيسكو إطار مُصر على الاستمرار في بث الأكاذيب المعادية لليهود". وقال وزير ما يسمى "الأمن الداخلي"، غلعاد أردان، إنه "لا نهاية للتلون، فالفلسطينيون يواصلون حملة التحريض والأكاذيب بواسطة اليونيسكو".
وأعلن نتنياهو اليوم الأحد، أنه قرر تقليص مليون دولار إضافي من رسوم إسرائيل لعضوية الأمم المتحدة، وقال إنه سيحول هذا المبلغ، لمشروع إقامة متحف "التراث اليهودي"، في مستوطنة "كريات أربع"، الجاثمة على أراضي منطقة الخليل المحتلة، والتي تأوي أخطر عصابات الإرهاب الاستيطانية.
وكان نتنياهو قرر في شهر أيار (مايو) الماضي، تقليص مليون دولار من رسوم عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، بسبب قرار اليونسكو الصادر في تلك الأيام، والذي يؤكد أن القدس مدينة محتلة لينضم القرار إلى قرارين سابقين، في أعقاب قرارات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل إجمالي التقليص حتى الآن 9 ملايين دولار من أصل 11,7 مليون دولار، يوم العضوية الإسرائيلية.الغد