أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المسجد الذي أسس على التقوى

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - محمد الحمود النجدي
جاء في الحديث الصحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: مر بي ‌عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قلت له كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ قال: قال ‌أبي : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال” هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا ” لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ، قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره.أما راوي الحديث وهو أبو سلمة بن عبدالرحمن فهو ابن عوف الزهري المدني ، قيل اسمه : عبد الله ، وقيل : إسماعيل ، تابعيٌ ثقة مكثر ، مات سنة 94 أو 104 هـ ، روى له أصحاب الكتب الستة في الأحاديث النبوية.وقد سأل عن الأمر من عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، تابعي أيضا ثقة ، مات سنة اثنتي عشرة ، روى له مسلم والأربعة . قال : ” إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله ، قلت : كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى ؟ ” يعني الآية من سورة التوبة ، حيث يقول الله تبارك وتعالى ﴿ لمسجدٌ أُسّسَ على التَّقوى منْ أول يومٍ أحقُّ أنْ تقوم فيه فيه رجالٌ يُحبون أنْ يُتطهروا والله يحبُ المطّهرين ﴾ التوبة : 108 .فالمسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، اختلف فيه أهل العلم ، فقالت طائفة : هو مسجد قباء . وقال آخرون : هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما اختاره أبو سعيد الخدري ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أن ابنه عبد الرحمن سأله : أيُّ المسجدين الذي أُسس على التقوى ؟ فقال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه ، فقلت : يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ قال : فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ” الحصباء هي الحصى الصغار ، وكان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضه من الحصباء ، ولم يكن مفروشا بالسجاد ، ولا بالحصر ولا غيره ، وإنما كان من تراب عليه حصباء . فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ هل هو مسجد قباء أو المسجد النبوي؟ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من الحصباء ، ثم ضرب به الأرض ، ثم قال : ” هو مسجدكم هذا ” يعني مسجد المدينة . أي : هو مسجده الشريف ، وذلك أنه إذا كان مسجد قباء هو المقصود بالآية ، وأنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، وبُنيت قواعده على البر والتقوى ، والصلاح والإخلاص ، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بهذا الفضل والشرف ، وهو داخل في الآية من باب أولى ، لأنه أفضل عند الله عز وجل من جميع المساجد ، إلا المسجد الحرام الذي بأم القرى .وفي رواية أخرى : عن أبي سعيد رضي الله عنه أيضا : أنه اختلف رجلان من بني خدره في المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال أبو سعيد الخدري : هو مسجد رسول الله ، وقال العمري : هو مسجد قباء ، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك ؟ فقال : ” هو هذا المسجد ” لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ” في ذلك خيرٌ كثير ” الحديث عند الإمام أحمد ومسلم والترمذي والنسائي .وقوله : ” في ذلك خيرٌ كثير ” يعني : مسجد قباء فيه خير كثير .فثبت أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد الرسول أولا ، وما سواه من المساجد في الإسلام تبعٌ له ، لأنه أشرفها وإن كان المسجد الحرام أعظم منه لكن هو بني قبل الإسلام ، فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل مسجد أسس في الإسلام ، وقد أثنى الله تعالى على أهله ، فقال ﴿ فيه رجالٌ يحبون أن يتطّهروا ﴾ التوبة : 108 . وقوله ( فيه رجال ) هذا وصف لهم بالرجولة ، وصفات الرجولة هي الشجاعة ونصرة الحق والكرم والسماحة والحلم وغير ذلك ، ووصفهم بأنهم يحبون أن يتطهروا من النجاسات ، ومن الذنوب والخطايا والسيئات ، ويطهروا قلوبهم مما لا يحب الله تعالى من الكفر والشك والنفاق ، والحقد والغل والشقاق ﴿ والله يحب المطهرين ﴾ الطهارة المعنوية والحسية .
مدار الساعة ـ