للناظر المتبصر في احوالنا وردات افعالنا في الكثير من الاحداث التي تدور عندنا وفي محيطنا.. اكانت على المستوى الفردي او الجماعي.. اجد نفسي غير مجاملا ولن أقول ان الكثيرين يطيشون على شبر ماء.. لا بل للاسف اقول ان القليلين هم من يطيشون على شبر الماء..
وذلك لان من يستطيع ان يطيش على شبر ماء.. هو الماهر المتمكن العارف الواثف من قدراته..
أما غير المتمكن.. والسطحي.. والذي في الملمات والمصاعب وحين الجد يغلب عاطفته على عقله.. وينظر فقط بعين قلبه.. ويتمنى الاماني.. فهو من يغرق في شبر الماء ولا يطيش فيه..
والامثلة كثيرة ومتنوعة على هؤلاء..
فتجد احدهم ان رأى بصيص امل فيما يرنو اليه.. حتى وان كان من اشخاص يعلم يقينا ان ديدنهم الفساد والنفاق.. تجده تحول بكل جوارحه نحوهم.. وتحولت افكاره ومبادئه وتوجهاته من النقيض الى النقيض.. فيغرق في شبر الماء.. فينكشف امام كل من يعلم طبيعته وماضيه وحاضره..
وتجد احدهم ان سمع كلمة اطراء من اي شخص.. حتى وان كانت عابرة.. فان غشاوة تغطي على عقله وعينيه وينسى نفسه ومكانته.. وما يلبث وان يضع جناحين ويطير بمخيلته الى عنان السماء.. وهو في الواقع يغرق في شبر ماء..
وتجد من اذا سمع وعدا من اي شخص او جهة او حتى دولة.. وما اكثر الوعود التي نسمع عنها..
تراه يتناسى كل الوعود الكاذبة التي سمعها من ذات الجهة -له او لغيره- ويغرق في شبر ماء..
فيا من تمسكون بزمام الامور.. وتتقلدون المناصب.. او من توجهون الرأي العام.. او تؤثرون في المجتمعات.. اكنتم مسؤولين او شخصيات عامة او اعلاميين او كُتاب مُتابعين..
عليكم بان تكونوا اكثر رصانة.. ورزانة.. وتدربون ادمغتكم على سرعة البديهة في فهم الحديث المباشر.. واتخاذ ردات الافعال الراكزة والراقية.. وان لا تغرقوا في شبر ماء.. فتكونوا مكان سخرية.. وتسخفون مكانكم ومكانتكم.. وبالتالي تؤثرون سلبا في كل من ينظر اليكم ويقتفي اثركم..
فمن الان وصاعداً.. سانادي كل صاحب تفكير ارعن.. او اهوج.. او غير المتبصر.. او سطحي.. والذي تكون ردات افعاله غير منسجمة مع مجريات الحديث والحوار.. بأنه يغرق في شبر ماء..
لانكم لا تستحقون وصف العوم على شبر ماء..