انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

مهرجان جرش والرقص على الجراح

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/05 الساعة 15:00
حجم الخط

بدأت الإعلانات تروج لمهرجان جرش الثقافي ، وبدأت تظهر بعض الأصوات المؤيدة له ، وبالمقابل أيضاً هناك أصوات تعارضه.

نحن يمكن ان نختلف حول الجدوى والهدف من المهرجان ، أو حول طرق الحياة التي تسعد البشر، أو حول نوعية الفن الذي سيتم عرضه ، لكن من المؤكد أننا لا نختلف على حق الآخرين في التعبير عن رأيهم ، وعن إيجابيات وجود التنوع الثقافي ، وكذلك حق المجتمع بالحفاظ على ثقافته وقيمه التي هي أصلاً ثقافة وقيم الدولة ، وأيضاً حق الناس في الترفيه والاستمتاع بحياتهم ، بشرط ان لا تتعارض مع تلك الثقافة والقيم التي تشكل هوية الدولة والمجتمع .

نحن ليس متشائمين أو سوداويين كما سيعتقد البعض ، بل على العكس نحن نحب الحياة ، ونحب ان نستمتع بها، ونعشق الفن والشعر والثقافة ، والمسألة ليس لها علاقة بالحلال والحرام ، إلا أننا نحب الحياة الطيبة البريئة ، ونعشق الفن الأصيل الراقي الذي يحرك المشاعر قبل الأرواح ، ونكره الفن الذي يدعو للابتذال والسخرية واثارة الغرائز ، تلك هي حياتنا وقيمنا وثقافتنا التي نحبها ونحترمها ومن حقنا ان ندافع عنها ، وليتسع صدركم لنا ، ولا ننسى اننا لسنا وحدنا على هذه الأرض ، وأننا ضمن أمة عربية منهكة ، ومحيط ملتهب مليء بالجراح والدماء .

فهل من المناسب اقامة المهرجان في هذا الوقت ، وفي ظل هذه الأوضاع القاتمة التي تمر بها الامة العربية والإسلامية من مذابح ، دمار ، قتل ، دماء ، جوع ، وتشريد ، وما تمر به المقدسات والاقصى من تهويد وتدنيس من قبل اليهود ؟.

هل من المناسب إقامة المهرجان في ظل ما تتعرض له المملكة من تهديدات إرهابية سواء من الداخل او الخارج ؟، ولا ننكر ان مثل هذه التجمعات هي أهداف حيوية لكل فاسد مارق .!

هل من المناسب إقامة المهرجان في ظل ما يعانيه المواطن الأردني من فقر ، احباط ، ضرائب ، بطالة ، وضيق في العيش؟

هل من المناسب إقامة المهرجان في ظل الأوضاع الإقتصادية السيئة للمملكة وما تعانيه من حجم مديونية مرتفع ، وان تتحمل مصاريف المهرجان الضخمة ، وحجم التكلفة الكبير من إشراف وتنظيم وحماية واستنزاف مالي ضخم؟

هل عنوان "الثقافة " بالمهرجان مطبق فعلاً على أرض الواقع ؟ والتي اقتصرت على القليل من الشعر وبعض الحرف اليدوية ، بينما تحولت معظم فقرات المهرجان الى عروض غنائية ورقص خادش للحياء؟

هل هناك مكان للدّين في المهرجان الذي هو مرجعية الدولة وأساس ثقافتها وحضارتها وأفكارها وقيمها ؟. وإظهار الدين الاسلامي الوسطي المتسامح ، واحياء حوار التعايش بين الأديان.

هل هناك مكان في المهرجان للمثقفين والادباء والمفكرين ، وللقضايا الشائكة والعالقة والمعقدة للامة الإسلامية والعربية؟

ثم ماذا يقدم ذلك المهرجان من خدمات للمجتمع المحلي في مدينة جرش ، وهل يزيد من الحمل على كاهل البنية التحتية المهترئة أصلاً؟


وهل يساعد المهرجان على علاج الفقر والبطالة بين الشباب في المدينة ولو مؤقتاً ؟.

عدا عما يحدث من مضايقات وتحرشات ومعاكسات ومشاجرات وبشكل لافت خلال فترة المهرجان .

الجميع متفق على الحفاظ على ثقافة وقيم وهوية وحضارة المجتمع والدولة ، والتي يجب ان لا تتعارض معها أية رغبات اخرى ، خاصة في ظل الجراح النازفة للأمة ، كذلك الكل يتساءل عن الهدف المرجو تحقيقه والجدوى من ذلك المهرجان ؟.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/05 الساعة 15:00