انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الظلم الأبدي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/16 الساعة 16:10
حجم الخط
مدار الساعة - بقلم رانيا اسماعيل
الكثير من الأعمال الدرامية تتحدث عن الظلم الواقع على المرأة من كل الجهات ، سواء ظلم الرجل لزوجته، أو ظلم المجتمع للمرأة أو حتى ظلم المرأة لنفسها .لكن القليل يقدم الحلول وكيفية التصرف في هذه الحالات .وللأسف عندما تقدم الحلول الجريئة والتي تصنع تغييرا إيجابيا في حق المرأة فإنها تواجه بالنقد والتطرف والبغض .
ظلم الرجل للمرأة هي قصة أبدية ولن تنتهي ، فهي قصة قديمة جديده ، حتى لو تتجمل المجتمعات في خطاباتها بتحقيق العدالة فيما يخص المرأة ، إلا أنه كلام حبر على ورق لا يقدم حلولا جذرية لأن القضية متجذرة بقوة بين الشعوب والأمم على اختلافها .
ظلم المرأة قديم فهي عند الإغريق سلعة تباع وتشترى ، و عند الرومان كانوا يعذبونها بسكب الزيت على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون المرأة بذيول الخيل ويسرعون بها حتى تموت، والمرأة عند القدماء من الصينيين من السوء بحيث يحق لزوجها أن يدفنها وهي حية ولم تكن المرأة عند الهنود ببعيد عن ذلك، إذ يرون أن الزوجة يجب أن تموت يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية، على موقد واحد، وكذا الفرس فلقد أعطوا للرجل حق التصرف فيها بأن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة.
وفي عصرنا هذا استمر الظلم وتنوعت أساليبه ، ولا أشك بأن معظم النساء قد وقع ويقع عليهن الظلم مهما كانت مستوياتهن الإجتماعية والثقافية والإقتصادية ،أليس ظلما ان توقع الزوجة على قرض لمساعدة زوجها ، فلا يرده ويزجها بالسجن كما يحصل بمجتمعنا ويتخلى عنها ، أوليس ظلما أن تكون الزوجة عاملة وزوجها عامل أيضا ويجبرها على شراء شقة من راتبها الشهري المرهون للبنك ويسجل الشقة باسمه وهي تدفع من راتبها الشهري بحجة دعم الأسرة ، أو ليس ظلما أن تفني الزوجة حياتها في خدمة الزوج والعائلة ولا تسمع سوا كلمات التجريح والإهانة والنقد اللاذع والملامة كل يوم ، أو ليس ظلما أن يمنع الزوج زوجته من التأنق والاهتمام بنفسها خارج المنزل ، ويعيش بالمقابل علاقات متعددة مع بعض المتأنقات وبائعات الهوى ، بل وقد يتزوج الثانية منهن شهوة بحكم تمسكه بالشرع ، ويكون الزوج أبعد ما يكون عن العدل والدين والشرع . أو ليس ظلما أن يحلل الخيانة لنفسه ، ويقتل زوجته اذا شك فيها ، أو ليس ظلما للمرأة من نفسها استغلال جسدها للترويج للأعمال الدرامية والأغاني الهابطة ، ربما هذه أمور صغيرة لا يراها البعض ظلم ، لكنها تؤثر نفسيا بكل إمرأة وتتمنى الخلاص منها .
كل انواع الظلم التي تقع على المراة ، -وهنا اتحدث عن ظلم الرجل للمرأة ، وليس ظلم المرأة للمرأة فهو موضوع شائك أيضا -نابع من تنشئته منذ الطفولة ، والقيم والأخلاق التي تعلمها ، وطريقة تعامل والديه وأخوته معه ، والعديد من عقد النقص التي كبرت معه ككرة الثلج ولم تعالج بوقتها .وللاسف العلاج والتدخل لحل عقد الطفولة لا يجدي نفعا مع مضي السنوات .
لذا انا أؤيد جميع الأعمال الفنية التي تطرح حلولا وتغييرا في صالح النساء المظلومات ، ولكن كل تغيير صعب ويواجه بالصد خاصة عندما تكون المعتقدات قديمة وبالية ، ولا بد من تضحية بعض النساء من اجل الحصول على التغيير العادل.والدراما لها تأثير كبير في تطوير أو تدمير الشعوب .وعلينا ان نستغلها بالشكل المؤثر لخدمة قضايا المرأة وتقديم الحلول الفعالة التي تساعدها وتمكنها من الحصول على العدل
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/16 الساعة 16:10