انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

جواد الكساسبة يكتب ... في الذكرى الثانية لأخية معاذ

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/24 الساعة 11:35
حجم الخط

صباحٌ نديٌ من صباحات أيام شهر ديسمبر 2014، يوم 24 من ذلك الشهر ينطلق ذلك الشاب الأردني الكركي الطيار ممتطياً صهوة طائرة f16، بعد أن صلى و دعا ربه دعاء بأن يرزقه الشهادة .
انطلق متجهاً باتجاه الشمال إلى الرقة حيث أوكار الظلم و الظلام، هذا الظلام الذي امتدت يده إلى مسقط رأسك يا معاذ إلى الكرك و كأنك حين انطلقت لتدك أوكارهم منذراًّ ببدأ الحرب تقول إلى أهل الاردن و إلى الكرك احذروا هؤلاء الشرذمة من الخوارج المارقين من الدين كما أخبر عنهم سيدنا علي بن أبي طالب .
يدٌ غاشمةٌ مغادرة، هي تلك التي امتدت إلى مسار طائرتك لتسقطها من علو شاهق و انت الطيار الماهر المحترف و لكن الغدر لا يعرف الاحتراف بل يعرف الخيانة و لكن من أسقط طائرتك لم نعرفه حتى هذه اللحظة مهما طلبنا و حاولنا و لكن الله قادر على إظهار و إزهاق هذه اليد الغاشمة .
و لكنك حين وقعت أسيرا في أيدي هؤلاء البغاة لم تكن ليرف لك طرف و إنما رمقتهم بعين الصقر الذي ينظر إلى الأفعى و هو المرتقي فوق انوفهم.
بمثل هذه الأيام في ذلك العام اتشحت الاردن بثوب الحزن و الأمل و الترقب على حال ابنها الأسير آن ذلك و الشهيد بعد 5 أيام فقط و كأن التاريخ يعيد نفسه و يعيش الاردن حالة الحزن و لكأنك يا معاذ تقبل رأس كل أب و والدة شهيد و كل والد و والدة في الأردن الأغلى و كأنك تطل على عمان من ذلك العلو و تقول ألم أخبركم عنهم؟ أنهم كما فعلوا بي و أسوأ و كان أولى بكم ان تكونوا أكثر حذراً و لكن عزائي في اخواني أنهم إلتحقوا بي عند رب العزة و سيكونون ان شاء الله و إياي في زمرة الشهداء و الصديقين في جنات عرضها كعرض السماوات و الأرض.

يا معاذ في الذكرى السنوية الثانية لإسقاط طائرتك و وقوعك في الأسر أبشرك بأن اسمك يهدأ روع الأمهات و يبرد دموع الآباء و يبشرهم بالجنة إن شاء الله و انك قد أديت امانتك و كنت أنت من أظهر حقيقة الدواعش القذرة و انك أيقونة يتغنى بها الأطفال و تروّدها العجائز و يتسرى بها الشبان رحمك الله يا أخي و رفع شأنك .

رحم الله شهداء الكرك و شهداء الكرامة و كل شهداء الاردن المكرمين و رحم الله شهيد الرقة معاذ الكساسبة
و حفظ الله الوطن كريما عزيزا آمنا مطمئنا و لا حول ولا قوة إلا بالله و حسبنا الله ونعم الوكيل.

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/24 الساعة 11:35