مدار الساعة - باشر الجيشان الروسي والبيلاروسي، الخميس 10 فبراير/شباط 2022، مناورات عسكرية مشتركة تستمر عشرة أيام في بيلاروسيا، رغم مخاوف الدول الغربية من أن موسكو تخطط لتصعيد كبير في النزاع مع أوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن "التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".
فيما سيتدرّب الجنود، وفقاً لما نقله موقع فرانس 24 الفرنسي، على تعزيز أجزاء من الحدود البيلاروسية لمنع إيصال أسلحة وذخيرة إلى البلاد إلى جانب سيناريوهات أخرى.
وبحسب وكالات أنباء روسية، فإن مناورات تكتيكية ليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة، وستستمر لثلاثة أسابيع.
قبل أيام، أظهرت لقطات مصورة نشرتها وسائل إعلام دولية، جانباً من مناورات عسكرية واسعة نفذها الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية تحاكي عملية هجوم شاملة، وكأنها "حرب حقيقية".
حيث أقدمت قوات من روسيا وبيلاروسيا على تنفيذ تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من حدود أوكرانيا، شملت استخدام الدبابات وراجمات الصواريخ والطائرات والمروحيات في المناورات، بحضور وزير الدفاع الروسي.
نشرت وزارة الدفاع الروسية حينها صوراً من التدريبات يظهر فيها جنود يهبطون بالمظلات على الأرض، وطائرات مقاتلة في السماء، وجنود ينزلون من مروحية بأسلحتهم، ودبابات تطلق النيران وتقوم بتحركات للمناورة.
وكانت قمة قد جمعت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانيول ماكرون قد تناولت أزمة الحدود مع أوكرانيا وخشية الغرب من غزو روسي محتمل لها، لكن موسكو قدمت تطمينات حول عدم نيتها الإقدام على ذلك.
تحركات عسكرية ضخمة
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ قال في وقت سابق إن تحركات كبيرة للقوات الروسية باتجاه بيلاروسيا حدثت في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف ستولتنبرغ أن الانتشار العسكري الروسي على مقربة من أوكرانيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة.
وتوقع ستولتنبرغ أن يشمل هذا الانتشار 30 ألف جندي، وقوات عمليات خاصة، وطائرات مقاتلة من طراز "سوخوي 35″، وأنظمة دفاع جوي من طراز "إس-400″، وصواريخ "إسكندر" القادرة على حمل رؤوس نووية.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكنها تقول إنها قد تُقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.