انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

إيران «بِلا عقوبات».. هل «استعدت» المنطقة «العربية» للمشهد الجديد؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 23:36
مدار الساعة,اقتصاد,

«نحن على بُعد خطوة من خط النهاية».. «تفصِلنا أمتار قليلة»... «تمّت صياغة مسوّدة الوثيقة النهائية».. عبارات مُتشابهة حتى مع اختلاف صياغة مفرداتها, صدرت عن واشنطن وموسكو وطهران وبروكسل/الاتحاد الأوروبي, تحدّثت عن قُرب «إحياء» الاتفاق النووي الإيراني الموسوم: «خطة العمل الشاملة المُشتركة» التي تمّ توقيعها في 14 تموز 2015, والتي انسحب ترمب منها في آيار 2018.

ما يعني ضمن أمور أخرى أنّ ثمة مُتغيرات دراماتيكية ستشهدها المنطقة على أكثر من صعيد، خصوصاً في موازين القوى التي ظنّ كثيرون لفرط سذاجتهم أو لفرط عقم قراءاتهم للتحولات الدولية, أنّ حرباً أميركية إسرائيلية ستكون نهاية «طبيعية» لجولات المفاوضات الـ«6» التي بدأت في عهد روحاني/ظريف, ثم ما لبثت أن دخلت طور التجميد بعد انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي, إلى أن تمّت عودة فريق إيراني مُفاوض «جديد»، بدلاً من الفريق الذي اعتمده الثنائي روحاني/ظريف. وقيل وقتذاك أنّ تقدّماً ملموساً قد حصل لكن انتخابات حزيران/?021 التي جاءت بإبراهيم رئيسي «كَبحت» التقدّم الذي حصل.
وبصرف النّظر عن الموعد الذي سيتمّ فيها التوقيع على الاتّفاق الجديد/المتجدّد, فإنّ الأجواء السائدة على قاعة الاجتماعات في الفندق التاريخي والفخم في فيينا, تبدو مُلائمة لرفع سقف التوقّعات والتي لن تتجاوز في كلّ الأحوال أوائل نيسان القريب، الأمر الذي يفرض وبالضرورة مُتغيّرات جدية وربما جذرية على المديين القصير والمتوسط، استعداداً لمرحلة جديدة أو مشهد مُختلف تدخل فيه طهران إليه بقوة بعد أربع سنوات من الغياب الإقليمي، أثقلتها فيها عقوبات الحد الأقصى، ناهيك عمّا رافقها من توتّرات واحتجاجات داخلية على ارتفاع تكال?ف المعيشة، وانخفاض قيمة العملة الوطنية وتزايد الاختراقات الإسرائيلية لدوائرها الأمنية والعسكرية، وخصوصاً برنامجها النووي، مُنشآت وكوادر وعلماء، إضافة إلى هجمات سيبرانية، ما أضعف ولو نِسبياً حضورها الإقليمي ودورها في أزمات المنطقة واحتقاناتها.
ذلك كله يجب أن لا يحجب عن المنطقة العربية خصوصاً، حقيقة أنّ الأزمات الدولية وبخاصة علاقات واشنطن بكل من بيجين وموسكو قد أفادت طهران بشكل أو آخر, ما منحها (طهران) فرصة للاستفادة من هذا الصراع المحتدم بين ثلاثة من «الكبار»، والذي تبلور من بين أمور أخرى في تعميق العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين إيران وكل من الصين وروسيا. ليس فقط في «تجديد» اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي انتهت مفاعيلها بين إيران والصين، بل والاستعداد لتوقيع اتفاقية مُشابهة بين طهران وموسكو، دع عنك المناورات البحرية الثلاثية ال?ي تمّت بين أساطيل الدول الثلاث. وهو تطور لفت أنظار أصحاب القرار في واشنطن، ما أسهم أو عجّل ربما في تبريد الرؤوس الحامية في البنتاغون والبيت الأبيض، رغم تلويح سناتورات الحزب الجمهوري/حزب ترمب.. عرقلة الموافقة على الاتفاق الجديد، ما لم يُسمَح لهم ببحثه مادة مادة, والاعتراض على بعض النقاط والتواريخ الواردة فيه.
زِد على ذلك أنّ تداعيات الأزمة الأوكرانية المُتدحرجة أسهمت هي الأخرى في فتح «كوّة» أخرى في جدار التصلب الذي أبداه الوفدان الأميركي والإيراني، وهو ما تجلّى في موافقة طهران على لقاء «مباشر» مع الوفد الأميركي لتسريع التفاوض، والبحث عن مزيد من نقاط التوافق.
ثمّة إشارة مهمة لفت إليها المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، في مقابلة طويلة مع صحيفة (كوميرسانت) الروسية قبل يومين (8/2) قال فيها: يمكن تسمية المرحلة الحالية بالأخيرة، والمفاوضات قطعت شوطاً طويلاً بالفعل، وقد تمّت صياغة مسودة الوثيقة النهائية، لكن التجربة تقول لي: أن هناك احتمال أن يقوم أحدٌ بخطوات غير مدروسة, يمكن أن يُقوِّض ببساطة محادثات فيينا. لا يمكن -أضاف- استبعاد هذا الاحتمال بالكامل، لكن مثل هذا الموقف سوف يعكِس انعدام الشعور بالمسؤولية عند من يقوم بمثل هذه الخط?ات.
في السطر الأخير... الكرة تبدو الآن في الملعب العربي.. الذي على لاعبيه البدء من فورهم التحضير لاستحقاق المرحلة الجديدة؟, ورسم «السيناريوهات والخطط البديلة, وفق الآثار والإستحقاقات التي سيُرتِّبها/يفرضها بها الاتفاق الجديد.. سياسياً ودبلوماسياً، وخصوصاً اقتصادياً وأمنياً و«تحالفات».
kharroub@jpf.com.jo
الراي
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 23:36