انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

عبد الهادي المجالي في السنوية الأولى لوفاته!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/07 الساعة 23:53
مدار الساعة,الأردن,البرلمان,الاردن,فلسطين,

كتب: د. صالح ارشيدات

بمناسبة مرور عام على رحيل القامة الوطنية الحزبية السياسية المرحوم عبد الهادي باشا المجالي إلى رحاب الله، يستذكر أعضاء حزب التيار الوطني، كما يستذكر الكثيرون من أبناء الأردن واصدقائه واهله ومحبيه، ورفاقه في العمل البرلماني والحزبي، مسيرة هذا الفارس الوطني الذي اغنى العمل البرلماني الحزبي والوطني العام الأردني منذ عودة الديمقراطية، وكان فارساً من فرسانها المتميزين، بخبرته الطويلة وعلاقاته الحزبية الواسعة والوازنة لما فيه مصلحة الأردن ونظامه وقيادته، وترك بصماته الوطنية العربية الطيبة في كل مكان عمل او شارك به.
قبل عام غادرنا «أبو سهل»، زعيم حزب التيار الوطني، الى بيت الحق في ظروف وبائية صعبة المت بالبلاد كلها والتي حالت دون التمكن من توديع الالاف من مريديه ومحبيه الأردنيين والعرب لروحه الأبية الشجاعة التي لم تستسلم يوما للظلم ولا للباطل ولا للمرض، انما طوعت نفسها للحق والعدالة وحب الخير لأبناء الوطن في كل مكان،
غادرنا أبو سهل وترك حسرة في قلوبنا نحن رفاقه الذين عشنا كفاحه وصبره وشجاعته ووفاءه والمه وامله، وشاركناه تمنياته الطموحة الدائمة في ان يصبح العمل الحزبي يوما، جزءاً من النظام السياسي الأردني، والية أساسية في العمل السياسي والبرلماني، له مكانته الحقيقية الرسمية والشعبية، المتماهيتان معا، ودوره في بناء المؤسسات الوطنية والتوافق الوطني على الإصلاح وتعظيم المشاركة السياسية في العمل العام وصنع القرار الوطني، ضمن برامج موضوعية تخدم الوطن والناس واحتياجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل.
رحل عنا «أبو سهل» سريعاً قبل أن تتحقق تطلعاته لزمان مأسسة العمل الحزبي والاعتراف به دستوريا، اليوم ننعم به بعد ان أصدر جلالة الملك ارادته السياسية الكبرى البدء في تحقيق التحديث السياسي ضمن رؤية مضامين الأوراق النقاشية الملكية، وهو مشروع الأردن النهضوي، والذي نعيش قطف ثماره الان، من اجل الانتقال الى مرحلة غير مسبوقة في العمل البرلماني والحزبي مدعوما بمشاركة الشباب والمرأة، محميا بالقانون، بهدف الوصول تدريجيا الى تشكيل الحكومات البرلمانية الحزبية.
قد خدم عبد الهادي خلال مسيرة حياته الطويلة، الوطن الأردني بكل تضاريسه ومكوناته الانسانية، وكذلك خدم النظام السياسي وقائده ومؤسساته المختلفة، بكل تفان واخلاص في كل المراحل والمواقع التي عمل ونشط فيها منذ مراحل شبابه، مهندسا في سلاح الهندسة، متدرجا ليصبح رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ثم مديراً للأمن العام ومن ثم سفيراً أردنياً لدى الولايات المتحدة واخرها في محطة العمل البرلماني والسياسي نائبا برلمانيا عام 93 ثم وزيرا وبرلمانيا وقائدا للبرلمان، والذي استمر لسنوات طويلة ولعدة مجالس نيابية، واصبح لدى كتلته، (كتلة التيار الوطني) أكبر كتلة برلمانية 55 نائبا من ثمانين نائبا، واصبح مؤثراً في تشكيل الحكومات مستفيداً من انفتاح الملك الشاب عبدالله الثاني على القوى الوطنية في مبادراته الإصلاحية الجديدة الأجندة الوطنية واللامركزية وغيرها، والتي ادت الى تنشيط الساحة السياسية العامة، بعد الدعوة الملكية المباشرة إلى أهمية تفعيل آليات حرية التعبير لتكتل الاغلبية الصامتة لخلق توازن للقوى الفاعلة على الساحة، حيث تميز عبد الهادي وظهر كقامة برلمانية سياسية اردنية وعربية وكان مؤثرا في الحياة العامة ومنسقاً بارعاً في ا?قرار الأردني وحلق عالياً خلالها واستطاع ان يستفيد من نسج شبكة واسعة من الصداقات والعلاقات التي اقامها مع مختلف اطياف الشعب والعشائر والنخب السياسية الاردنية والعربية والفلسطينية، مما جعل منه زعيماً أردنياً مرموقاً وقامة وطنية مقدرة مارست طقوس الزعامة الطبيعية لسنوات طويلة من خلال خدمته لقضايا المواطنين ولقاءاته المواطنين في بيته و ديوانه اليومي المفتوح لكل الناس والذي يفتقده الكثيرون منا، وخطاباته ومواقفه السياسية الجريئة في كل المناسبات وخصوصا البرلمانية وفي كل المنابر والمنتديات وأثبت أنه قائد وطني مفوه،?وفي لشعبه ولربه ولقائده بالفطرة والإصالة، وساهم ذلك كله في تكوين هوية سياسية بارزة لشخصية عبد الهادي كزعيم وطني سياسي بالممارسة اليومية وفارساً شهماً بأخلاقه وماله وتسامحه وتواضعه وسعة صدره، يؤمن بامته العربية ووحدتها وعمق ثقافتها الاسلامية ويؤمن بمركزية القضية الفلسطينية للعرب وللأردن تحديداً، ويؤمن إيماناً عميقاً بالنظام الملكي الهاشمي الأردني كما يؤمن بالدستور الأردني واهمية احترامه، قادراً على إنجاز المهمات الوطنية الصعبة بشكل غير مسبوق.
لقد كان عبد الهادي كبيراً يحلق فوق كل الصغائر...
برحيل عبد الهادي المجالي يطوي الأردن صفحة ناصعة اخرى من تاريخ رجالاته المشرق ويبقى «أبو سهل» حياً في ضمير الشعب وعقول وقلوب كل الشرفاء والمخلصين لقضاياهم الوطنية والقومية في ارجاء هذا الوطن الشاسع.
الرأي
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/07 الساعة 23:53