مدار الساعة - كتب: (أ.د. أحمد ملاعبة .. الجامعة الهاشمية)
رغم المتابعة الحثيثة لعملية إنقاذ الطفل المغربي صاحب الهدم "ريان اورام" ورغم تقديرنا للجهود الجبارة الذي قامت بها فرق الإنقاذ بحيث أزالت من ردم وركام الحفر أكثر من حجم "هرم خوفو" في مصر لكن كان يمكن اختصار هذا الجهد من مدخل ومسار البئر فقط كما كتبنا في أكثر من موقع سابقا .. كنا ننادي ان يتم تبطين وتغليف البئر بطريقة حديثة وبتقنية عالية وتدرج زمني ومكاني بطيء باستخدام أنابيب ذات اقطار مناسبة ولها قدرة زنبركية على التمدد والانكماش .. وهي متوفرة عالميا بحيث يتم إنزال انانيب باطوال مختلفة تقل كلما نزلنا في البئر لقطر ٣٠ سم وتزداد اول ٢٨ مترا الى قطر ٦٠ سم.
صحيح ان الحديث قد سيطر عليه الخوف من انهيار جدران البئر بسبب ان المنطقة فيها رسوبيات غير متماسكة كما أفاد الخبير الجيولوجي المغربي عبدالواحد لنكناوي Abdelouahed Lagnaoui ولكن هذا الخوف حتى وان كان مبررا فإنه يمكن التغلب عليه بالتقنية الحديثة من التصوير العادي والحراري .. كما حصل في حادثة نفق تشيلي، (سان جوان حيث احتجز ٣٠ عاملا على عمق ٧٠٠ متر لمدة ١٨ يوميا) حيث قامت فرق الانقاذ على تغليف جوانبه بانبوب معدني بطول ال 96 مترا الاولى وهي الجزء الاقل صلابة في المنطقة الصخرية المحفور فيها النفق وتم إنقاذ المحظورين باستخدام بحافظة أسطوانة.
كان يمكن في حالة ريان بعد هذه الاعدادات إنزال منقذ حجمه صغير نسبيا وباكتاف نحيله ومزود ببربيش اوكسجين واضاءة كافية ووسيلة اتصال وبشكل يكون رأسه للإسفل وعند المتر ٢٨ كان يمكن أن يقوم بتوسعة البئر ٢٠ سم اضافية بحيث يقع الردم داخل أسطوانة التغليف المغلقة حتى لا يتضرر الطفل ريان.
وبعدها يتم سحب الاسطوانة التي جمعت الردم للأعلى.
ربما يكون الحديث الان متأخرا ولكن هي خلاصة ما كنا نتحدث به خلال الازمة.