مدار الساعة - بقلم : المحامية رشا عواد
المجرم الإلكتروني لا يضع نفسه في حالة عداء سافر مع المجتمع الذي يحيط به، بل إنه إنسان متكيف اجتماعياً، ذلك انه اصلاً مرتفع الذكاء ويساعده على ذلك حماية التكيّف، ولا يعني هذا التقليل من شأن المجرم بل أن خطورته قد تزيد إذا زاد تكيفه الاجتماعي مع توافر الإجرامية لديه، الاجرام الإلكتروني قد تمخض عن عوامل مستحدثة في أذهان مرتكبيه حيث يلجأ العديد منهم إلى ارتكاب هذه الجرائم بدافع اللهو أو لمجرد إظهار تفوقهم على الآلة او على البرامج المخصصة لأمن النظم المعلوماتية ومن المألوف جداً من جهة أخرى ألا يحصلوا على منفعة مالية من جرائمهم، ولكن يكتفوا بالتفاخر بأنفسهم وأن يظهروا لضحاياهم ضعف أنظمتهم..
من جهة أخرى يجب ألا نستخلص من ذلك، انعدام أي خطر اجتماعي للإجرام الالكتروني، وليس السبب في ذلك عدم وجود نوايا آثمة، ولكن أيضاً للسلوك غير الواعي الذي يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة حتى ولو لم يكشف أي عداء للمجتمع.
و الدليل على ذلك حصول نماذج إجرامية عديدة نتيجة الجريمة المعلوماتية التي وقعت من كبار و أحداث صغار و كان لها آثار خطيرة، فالشخص يمكنه اقتراف جريمة اختراق نظم المعلومات، ويمكن تجنيده كذلك ضمن عصابات الجريمة المنظمة عن طريق شبكة الإنترنت، والأكثر من ذلك ومن خلال هذه الشبكة يمكن تبادل معلومات التطرف و الإرهاب، كما يمكن تعرض الصغير كذلك للتحرش الجنسي او الاتفاق معه على اقتراف إحدى الجرائم الخلقية عن طريق الانترنت، اذاً فالجريمة الالكترونية لها الوجه الإنساني بالنظر إلى ان مرتكبها كائن اجتماعي، و لها الوجه الآخر حين نتدبر الآثار المترتبة عليها.
