الفايز يكتب: ‏الأمر ليس سهلا

مدار الساعة - كتب: حازم غالب الفايز

إن إعادة التصميم والتوسعة والتطوير لامر قائم اساسا أمر ليس سهلا أبدا وفي بعض الأحيان تكون صعوبته تقارب المستحيل لإتمامه

فقد حدثني أحد الأصدقاء عن معاناته مع توسعته وأعاده تصميمه لبيته حيث كان في الماضي مناسب ومتوافق للحاجة والوضع في الماضي ومع تطور الحياة واختلاف متطلباتتها وزيادة عدد أفراد الأسرة وأمور أخرى كثيرة أوجبت عليه و ألزمته بضرورة أحداث التغييرات المطلوبة لكي تتوافق و تتناسب مع الوقت و الزمن الحالي

فعندما بدأ بالعمل من أجل التوسعة وأعاده التصميم على أرض الواقع ابتدأت تتكشف الكثير من المعوقات والمشاكل التي كادت أن تجعله يتوقف ويلغي الفكرة بكاملها ولكن مع النظر إلى الوضع القائم الذي لديه سيكون من الصعب عليه ابقاء الوضع كما هو فمع التطورات والأحداث التي يشهدها هذا الوقت ومع ازدياد أعداد أفراد أسرته ولزوم تلبية متطلباتهم التي كانت في الماضي تعتبر من الكماليات وأصبحت الآن أساسيات لا غنى عنها استنتج ان ابقاء الوضع على ما هو عليه أمر مستحيل ولا بد له من التحديث بغض النظر عما سوف يواجهه من عقبات ومشاكل وتحديات في إتمام الأمر

ومن تلك الأمور التي حدثني عنها وجود (شمعات) ويجب إزالتها لكي يتمكن من إتمام الأمر والمضي قدما في التوسعة والتحديث والتطوير لبيته وكانت هناك ثلاثة أنواع من تلك (الشمعات)

النوع الأول (شمعات) أساسية لا يمكن الاستغناء عنها كون المساس بها أو إزالتها سيتسبب بانهيار كامل للبيت وهو ما يحتم الإبقاء عليها وصيانتها والحفاظ عليها

و النوع الثاني هي (شمعات )يصعب إزالتها وقد تسبب في حال إزالتها تشوهات في البيت رغم أنها لا فائدة منها وتلك يجب إيجاد حل مناسب لها والالتفاف من حولها ليتمكن من المضي قدما في التوسعة المطلوبة والتحديث المراد

أما لنوع الثالث فهي (شمعات) لابد من إزالتها كليا لان وجودها سيكون معيقا مباشرا للعمل و سيتسبب في إيقافه كليا و إزالتها لن تتسبب أو تسبب في أي ضرر أو مشكلة للبيت

وبعد موضوع (الشمعات) اخذ يشرح لي عن الحائط الرئيسي وكيفية إزالته وكيف يجب أن تتم تلك الإزالة ويجب أن تكون مدروسة بشكل دقيق لكي لا يتسبب انهياره في أي أضرار جانبية

إسترسل صديقي في الحديث بأن تطرق إلى التفرعات في الخطوط والتمديدات والأسلاك التي يجب إضافتها وما يجب أن يتم إزالته منها وما يجب تحديثه من أجل التوسعة وأعاده التصميم والتطوير الذي سييلبي الاحتياجات المطلوبة ومتطلبات وطموحات الأفراد في هذا البيت

وعندما ظننت انه أنهى الحديث عن ذلك فجاني بأنه يوجد هناك الكثير من المؤثرات الخارجية التي كانت تؤثر على ذلك العمل وأخذ يحدثني عن البنية التحتية وما صادفه من مشاكل في ترميم القديم أو وضع و استحداث بنية جديدة و التأثيرات الأخرى الخارجية الخارجة عن الإرادة كطبيعة الأرض وجو لوجيتها و الأماكن التي يسهل الحفر فيها والتي يصعب ذلك بها والأحوال الجوية وخطوط الكهرباء و أعمدتها الرئيسية وخطوط المياه والصرف الصحي الرئيسية وما إلى ذلك من أمور

ولم يكتفي بذلك بل تطرق أيضا إلى تغيير الأسعار واختلافها وزيادتها في الكثير من الأحيان أثناء العمل وأيضا ما تطرق له من ضرورة التعامل مع الكثير من الجهات المعنية بأمور التوسعة والبناء فهناك شركة الكهرباء والمياه وأيضا البلدية.... إلى آخره

وكل ذلك في كفه والضغوط النفسية في كفة أخرى ومما اضحكني من خلال الحديث هو وصفه لبعض الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران بأنهم جميعهم اصبحوا مهندسين ويعرفون في امور البناء وكل أخذ يفتي من جهته وبحسب وجهة نظره بأنه عليك أن تفعل كذا او لا تفعل كذا وأنصحك باختيار من نوع كذا ولا أنصحك بشراء النوعية كذا وإلى آخر تلك النصائح التي أعتقد بأننا جميعا مررنا بتجربتها مع الآخرين في مختلف الأمور و المواضيع

وطال الوقت وأنا استمع إلى ما يحدثني عنه صديقي بخصوص توسعة البيت وما رافق ذلك من أمور كثيرة ومشاكل وتحديات ومعيقات وتأثيرات داخلية وخارجية

وهذا ما قادني إلى ضرورة التفكير بجدية حول نقطة مهمة جدا يجب علينا جميعا أخذها بعين الاعتبار حينما نريد أن نطلق أحكاما او انتقادات أو حتى نقاشات تتعلق بأمر الوطن فإذا كان كل ما ذكرت سابقا يتعلق في بيت واحد فكيف هو الحال في توسعة وأعاده تصميم وتحديث وطن يلبي طموحات الجميع باعتقادي تلك المشاكل التي واجهها صديقي في تحديث بيته وتوسعته تعتبر نقطة في بحر عندما يتعلق الموضوع بالوطن

فوطننا الحبيب تم تأسيسه وبناءه بما كان يتناسب مع ذاك الزمان و تلك المرحلة ومتطلباتها والآن وجب التحديث والتوسع بحسب متطلبات الزمن الحالي مع رؤية مستقبلية لما هو آت

فالمشاكل والمعوقات بكل أنواعها لابد من وجودها و تواجدها قبل وأثناء وبعد كل تحديث وتطوير وتوسع ويعظم الإنجاز عندما نصل إلى ما نصبوا إليه بتجاوزنا كل تلك الصعاب

فرسالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه بمناسبة عيد ميلاده لأبناء الأردن الحبيب بكل فئاته كانت واضحة كل الوضوح ولا تحتاج إلى تفسير وشاملة لكل ما نحن بحاجة إليه و نطمح له لا و بل تمت أيضا الإشارة إلى المشاكل والمعوقات التي نواجهها وفي اكثر من مناسبة

والتأكيد الملكي الدائم بأنه تحقيق الهدف لا يكون إلا به تكاتفنا و وقوفنا جنبا إلى جنب و يدا بيد ليس إلا دليلا قاطعا على الإيمان المطلق بأبناء أردننا الحبيب من قبل قيادته على القدرة لتحقيق ما نصبوا إليه

حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا