مدار الساعة - كتب : محمد عبدالكريم الزيود
أتابع بشغف إبداعات الشاب الأردني محمد الخريوش العجارمة، تعرفت عليه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، إتخذ لقب " راعي الجريدة "، ذاهبا منحى إعتزاز الأردنيين بفروسيتهم عندما ينادون بإسم خيلهم، لذا أسس مشروع الجريدة ليكون مظلّة لأعماله وبجهد فردي.
محمد ببساطته أخذ على عاتقه التركيز على التراث الأردني، وإعادة إنتاجه للجيل الجديد ، وهي مسؤولية صعبة وكبيرة أيضا، وكذلك هو مشروع ريادي قلة من الناس ينجذب لهذه الأشياء ، فهناك ما هو أسهل في الحياة نذهب إليها.
هو يشبهنا ويشبه زمن الأردن الجميل ، ليس لأنه ماضي يأخذنا الحنين إليه ، ولكن محمد يشير إلى نسخ من أنفسنا ذهبت ولم ترجع ، فيها من الأصالة والصدق والبساطة كانت عنوانا للأردنيين والمجتمع الأردني في البوادي وفي القرى وحكاياتهم، وهو يؤكد من خلال ما يقدمه من إستكشات فنية ومقاطع غنائية وقصص وحكايات وصور ، إنما يركز على صفات الفروسية والشهامة والمروءة والطيب والتي هي قيم تربى عليها الأردنيين في زمن البراءة والمحبة الصادقة والعطاء والبناء .
ربما يتشارك راعي الجريدة مع مجموعة من الشباب الأردني ومنهم هيّا الدعجة وغزوة العون وبلال العجارمة، والذين يحاولون إعادة إنتاج الموروث الأردني وبما يمثله من الحفاظ على الهوية الوطنية ، وكان هاجس هؤلاء الذود عن مشروعهم الوطني ويعبرون عن خوفهم عليه من الإندثار في ظل دعوات التحديث والمعاصرة ، وقد أبدعوا جميعا بتقديم التراث الأردني بكل طقوسه وتفاصيله في الزي والعادات واللهجة والأغاني والفلكلور ومحاكاته بإستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة لتتوائم مع المجتمع الأردني لتتفهمه العناصر الشابة .
حريّ بالمؤسسات الثقافية في بلدنا ومنها وزارة الثقافة أن تتبنى هؤلاء المبدعين ، فهم يقومون بمشروع كبير تخلت عنه مؤسساتنا الوطنية أمام دعوات إعادة صياغة الهوية ، وبالنهاية فأن توثيق التراث الأردني وإعادة إنتاجه هي مسؤولية الدولة وهو جزء مهم من مشروع الدولة الثقافي.