أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

كشت تكتب: لطميات السوشال ميديا

مدار الساعة,مقالات,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت: منال كشت
انهت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية اعمالها منذ اشهر واقتصر تداول مخرجاتها على بعض المقالات ومقتطفات "واتسابية" صادرة عن قوى الشد العكسي لتشويه مخرجات اللجنة بعيدا عن اي حوار وطني حقيقي حول هذه المخرجات، باستثناء بعض الجلسات "النخبوية" هنا وهناك.
شجب واستنكار فيسبوكي
اليوم ومع بدء مجلس النواب التصويت على مخرجات اللجنة، وخاصة بعد اضافة كلمة الاردنيات، نشهد كالعادة حملة لطميات وشجب واستنكار وتخوين وتشويه وشتم للحكومات والنواب واعضاء اللجنة دون اي تحقق من ضرورات واهمية التعديلات المقترحة، في ظل غياب حراك مدني رافض او حتى مؤيد لمخرجات اللجنة.
بذات الوقت تقاعست اللجنة عن "الترويج" لمخرجاتها بهدف كسب التأييد الشعبي، كما استعجلت لجنة مجلس النواب القانونية في مناقشتها التعديلات المقترحة ودفعتها بعجالة للمجلس للتصويت عليها بطريقة اعتدنا على تسميتها "بسلق" القرارات.
حراك سوشلجي
تعتقد الاغلبية للاسف ان "الحراك السوشلجي" هو رفض حقيقي و "ثوري" للواقع، في الوقت الذي تكتفي فيه عامة الناس بتداول الشائعات والفيديوهات والاخبار دون اي تحقق او حتى قراءة متمعنة لمحتوى التعديلات.
حيث اظهر تقرير لمنصة اكيد مؤخرا ان الاردن تعرض لما يقارب ل 550 شائعة خلال عام 2021، المخيف بالتقرير اكثر من غيره ان 10% من هذه الشائعات مصدرها خارجي، وان ما يقارب من 25% من هذه الشائعات مصدرها الاعلام.
من يتحمل المسؤولية؟
لا يمكن لاي اصلاح سياسي ان يتحقق في ظل مناخ يسوده الفوضى والشائعات، وعليه تتحمل الحكومات ومجلس الامة بشقيه ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولية "تجويد العمل" والارتقاء بالعمل السياسي بعيدا عن المحاصصة وتحقيق المصالح الشخصية.
اما المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية فتقع عليهم مسؤولية "تهذيب المجتمع" والارتقاء فيه فكريا ونشر مفاهيم الثقافة المدنية والاعلامية والسياسية بشكل واضح، وتوعية المواطنات والمواطنين باهمية الاشتباك بشكل ايجابي في الحياة السياسية.
واقع مرير
لن يغير "الحراك الفيسبوكي" ولا "العواصف الهاشتاغية" واقعنا السياسي، حتى وان اعتقد البعض انهم قادرون على تغيير الحال من خلال "حملات الكترونية"، اذ اننا جميعا على دراية من ان السبب الكامن وراء تغول الحكومات هو الصمت الشعبي، وان كانت تسمح لهم احيانا "بالتنفيس" من خلال الاستجابة لبعض المطالب "خفيفة الوزن" المنشورة عبر "الهاشتاغات والبوستات".
قوى الشد العكسي لن ترضى بالاصلاح السياسي لان ذلك يهدد وجودها ومكتسباتها، فلا تجعلوا من انفسكم حطبا لنارها.
مدار الساعة ـ