أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رشا عواد تكتب: الأمان ما بين العنف و الرجولة الضالة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم المحامية رشا عواد

تتكاثر حالات تعنيف المرأة من ضمن حالات العنف الأسري، وتبدأ التساؤلات حول حقيقة بقاء المرأة مع زوجها وعدم الانفصال عنه أو تعتيمها على مسألة تعنيفه لها. إذ يغيب عن الناس أن المرأة المعنّفة تسعى إلى تقديم الأعذار لتصرفات زوجها العنيفة معها، أو تقع في فخّ الأعذار التي يقولها لها.
لكن الحقيقة أن هذه الأعذار غير مقبولة وغير صحية وتدل إلى وضعٍ خطير يجب معالجته. من هنا، عليها الكفّ عن تقديم أو تصديق هذه الأعذار الواهية،،
لا بأس إذا عنّفَني فهو مضطرب نفسياً ويعاني من الاكتئاب ٔ ،، من الخطأ الجمع بين التعنيف والأمراض النفسية، فليس كل من هو مضطرب نفسياً يعنّف غيره. إذ هناك العديد من الأشخاص المكتئبين أو المعانين من الوحدة أو المعانين من صدمة نفسية أو حتى من المدمنين على الكحولأو المخدرات لا يؤذون أحداً، ولا حتى حشرة.
غالباً ما يكون الرجل المعنِّف لزوجته محترَماً في العمل والمجتمع، ولا يُظهر أي "عوارض" عنفية، ما يُذهل الناس عندما يكتشفون أن زوجته عانت تعنيفاً منه. إذ يكون مجتهداً في وظيفته، وودوداً مع الأصدقاء والأقارب، لكن مشكلته هي في عدم قدرته على السيطرة على مشاعره وانفعالاته. فعندما يغضب أو يُحبَط، يتحكم غضبه به.
لكنه يحبني ! هذا هو أكثر عذر مؤثر في المرأة حتى ترضخ وتستسلم للواقع المرير الذي تعيشه. فبعد أذيتها، يعود الزوج ويقول لزوجته إنه يحبها. قد يكون الأمر صحيحاً، ولكن في معظم الأحيان هو يخلط بين رغبته في امتلاكها وشعور الحب. فتكتشف المرأة بعد فترة أنه كان مسيطراً عليها، وراغباً في امتلاكها، وليس مغرماً بها فعلاً. لقب “عزباء" (أو حتى عانس) لا يعيبك٬ ولكن ما يعيبك أن تعيشي شبه حياة مع "شبه رجل " ،، لقب "مطلقة" لا يعيبك٬ ولكن ما يعيبك أن تعيشي مهانة ومذلولة بلقب “متزوجة" ، لقب "سمينة" أو "رفيعة" أو "طويلة" أو "قصيرة" أو "سمرا" لا يعيبك٬ ولكن ما يعيبك هو ألا تحبي جسمك٬ وشكلك٬ ولونك٬ وشخصيتك٬ وحياتك٬ أو أن تحاولي تغيير أياً منهم -عن غير اقتناع- لإرضاء أحد. لا يعيبك لقب “رجعية” أو “متحررة” لطول ملابسك أو قصرها٬ ولكن ما يعيبك هو غياب حريتك في الاختيار. لا يعيبك أبداً أي "لقب" مهما كان٬ خصوصا إن جاء من مجتمع عنصري٬ تقليدي٬ مكرر٬ يتفنن في وضع ألقاب لكل من يخرج عن قوالبه وإرثه البائد وثقافته القاصرة. ما يعيبك فعلاً هو أن تتخلي عن حقك في الحياة التي تريديها لتعيشي حياة يتوقعها منك أناس أنتِ وحياتك لا تعنين لهم شيئا.
و بالتالي "إن العنف ضد المرأة وباء عالمي يهدد حياة النساء والفتيات ويتسبب في مجموعة واسعة من الآثار السلبية ليس فقط بالنسبة لهن، بل أيضا لأطفالهن ومجتمعاتهن المحلية. ويشكل إنهاء هذه الآفة جزءا لا يتجزأ من تنمية رأس المال البشري للمرأة وإطلاق العنان لمساهمتها في النمو الاقتصادي و على ضوء ذلك علينا القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات وجميع الممارسات الضارة و المرأة هي أول المعنيين بمعرفة حقوقها من اجل حماية نفسها و ان تعلم بحقها في التمتع بأفضل حياة دون المساس بأي من حقوقها أو كرامتها أو شرفها .
مدار الساعة ـ