انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الهوية الجامعة تجمع أم تفرق؟

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 01:15
مدار الساعة,مقالات مختارة,العروبية

أفترض دائما «حسن النية», وسأقول إن الإخوة والأخوات الذين إجترحوا لنا مصطلح الهوية الوطنية الجامعة, أرادوا كسر حدة ما يسمى بالتنافر بين الهويات الفرعية في الوطن الواحد وأثرها السلبي.

ولكن, ألا يلاحظ المجترحون المحترمون, أن مجرد طرح هذا المصطلح الجديد أثار موجة من التساؤلات والمعارضات والتأويلات والتشكيك الصريح بالهدف!
منذ نشأت دولتنا الحديثة قبل مئة عام, ونحن جميعا في هذا البلد الطيب الصابر المصابر, نستظل عرفا ودستورا وممارسات وقناعات, ظل الهوية الوطنية الأردنية الراسخة في الأذهان, وعلى نحو يصعب لا بل ويستحيل نقضه, فلماذا ندخل شعبنا في جدل الهوية الجامعة والتشكيك في مبرراتها, خاصة وأن المصطلح الجديد خلا أصلا من اسم الهوية, وأثار التساؤل عما إذا كانت أردنية أم هي بلا اسم مثلا!.
شخصيا كنت وما زلت أعارض حتى مصطلح الأصول والمنابت الذي اقتضته حقبه زمنية فائتة, مثلما أعارض حتى مصطلح «المكونات» الداخل حديثا في قاموسنا السياسي, فنحن على هذه الأرض الطيبة لسنا مكونات, بل شعب واحد موحد مصيرنا واحد والتداخل بيننا في النسب والأنساب والمصاهرة والقربى عصي على النقض أو الإختراق, لا قدر الله.
أجندتهم, لا بأس, وسامحوني إذ أقول إن اجتهادكم هذا يفرق ولا يجمع, وبين أيدينا وأيديكم ردود الفعل المعارضة وبقوة, وعلى نحو سيدخلنا في متاهة الإختلاف والخلاف الذي لا أرى أي مبرر له على الإطلاق, في بلد عربي أردني هاشمي كريم لم ولن يتنكر يوما لعروبته ولعقيدته ولإنسانيته, لا بل هو نشأ أصلا على قاعدة ومبادئ القومية العروبية والعقدية كثمرة لنهضة العرب الكبرى.
لا قول يعلو فوق قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم». فالغاية الربانية من تسمية الشعوب والقبائل, هي التعارف بين الناس ليس إلا, ولهذا أخذ كل شعب هويته وكل قبيلة اسمها داخل الوطن الواحد في إطار الهوية الوطنية الواحدة.
نصيحتي الوطنية بإذن الله «فكونا» من كل ما يفرق صفنا الموحد, فلا حاجة بنا أبدا لهذا المصطلح الإجتهادي غير الفالح, وأكدوا دوما على هويتنا الوطنية الأردنية التي نعتز بها جميعنا ونفخر, وعنها لا أحد منا يمكن أن يتخلى أبدا.
الأردن وطن وليس مكونات أو مجاميع بشرية مثلا, والهوية الوطنية الأردنية, جامعة بذاتها ودونما تدخلات جراحية واجتهادات تدخل الناس في متاهة تشكيك نحن في غنى تام عنه, لا بل هو مضر بنا كلنا. الله تعالى من أمام قصدي.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 01:15