انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

فلسطين حكاية صراع الوجود

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 00:36
حجم الخط

اقتحمت قطعان المستوطنين كالعادة في حماية جنود الاحتلال الصهيوني باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك في حدث يبدو أنه أصبح طبيعيا في سياسة هذا الكيان العنصري والمستبد شأنه كشأن قتل الفلسطينين بدم بارد ومصادرة أراضيهم وتهويد الأرض الفسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع على المشهد ، ويبدو ان هذه العملية الاقتحامية للمسجد الأقصى كغيرها من مآس ماضية، وأخرى ماثلة، وربما أخرى قادمة، ستمر في ظل موقف عالمي وعربي متخاذل وبائس تتكرر فيه عمليات الاقتحام والاعتداءات وايقاع الشهداء دون حسيب أو رقيب ولكن سيستمر أيضا الفخر بالشهداء من ذويهم وشعبهم وامتهم، وهنا يحضرني بيت للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في فلسطين وهو يقول:
وسابقت النسيم ولا افتخار أليس عليَ أنْ أفدي بلادي
فالشاعر وكل شهيد فلسطيني كلاهما ضحية وشهيد، فالأول سَطَر بدمائه انشودة المجد، والثاني قدَم نفسه قرباناً لأمته دفاعاً عن الاقصى والزيتون والارض التي بارك الله حولها وفيها، فصدق فيهما قول القائل:"والجود بالنفس أقصى غاية الجود".
فالشهيد الفلسطيني سيضحي لأجل فلسطين وسيتحمل قهر الأيام حتى لا يتخذ ظالم غشوم ، مُسلَح بكل أدوات القتل و التخريب ، استكانة اهل فلسطين سبيلاً الى تهويد ما تبقى من الارض والشجر والهواء والماء والبشر.
لقد قتل جيش الاحتلال الصهيوني بدم بارد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني ، ولنا في قتل اهل غزة وحصارها وتجويع ابنائها اكبر المثل على وحشية نظام الفصل العنصري الصهيوني.
لقد كانت قضية مصادرة الاراضي وتهويد البلاد والعباد واقتحام المسجد الأقصى واقامة جدار الفصل العصري الذي اقامته سلطات الاحتلال شغل النشطاء الشاغل فلماذا تغيب اليوم وتصبح قضايا الحياة الاعتيادية بديلا لها.
ان سياسة الكيان الصهيوني تمثيلا واقعيا لسياسة التسلط والظلم، وسقوطا لميزان العدالة في كيان قام على القهر والظلم والاستبداد، والعالم واقف يتفرج على انتهاكات تجاوزت العقد السابع ببضع سنوات ليكون الاقتحام والاعتداءات الجديدة عنواناً آخر على شدة القمع والتجبر لهذا الكيان الصهيوني العنصري والمستبد.
لقد أثبتت القوانين الدولية في أصولها ،والدساتير الحكومية في نصوصها وملحقاتها ، أن ما يحدث في فلسطين انتهاك وتجاوز، ولكن ان تعلق الامر بالانسان العربي أو المسلم يقولون فيه " لكم دينكم ولنا دين "
إنَ الذين يرسمون السياسة في عصرنا قد غرتهم القوة ،واستمرأوا الظلم، وما عاد يهمهم إلا مصالحهم على حساب الشعوب الصغيرة والضعيفة ، وأما الشعب الفلسطيني ، فإن روحه قوية قوة جبال الجليل وجبل الشيخ ،وصدره واسع اتساع صحراء النقب وامتداد سواحلها . وما من أمَة فيها مثل شهداء فلسطين ستموت ، فهي الأرض قلبها صخر ، ولكنه معطاء يتصبب منه الماء بقوة النهر العظيم.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 00:36