انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

القيسي تكتب: تمكين المرأة ماضي و حاضر

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/09 الساعة 15:28
حجم الخط

بقلم نادية ابراهيم القيسي

تتعالى الأصوات… و تشحذ الأقلام و تنبري منذ عقود و أكثر للتحدث عن تمكين المرأة و حقوقها في ميادين العمل و الحياة لتنجز… تبدع و تتألق… و لكن هل هذا ما حدث و يحدث بالفعل على أرض الواقع؟!!
هل فعلا نحن بحاجة كل هذا الصخب لنعطي المرأة حقها؟ و عن أي حق يتحدثون و أية مبادئ.. قيم .. و منظومات أخلاقية يَتبِع هذا التمكين؟!!
ألم يأت الاسلام و يكرم المرأة كما لم تكرم من قبل ألم يحررها من السبي.. المتاجرة.. الوأد.. و الابتذال بكافة أشكاله في زمن الجاهلية؟
المرأة.. هي الأم التي وضعت الجنة تحت أقدامها. هي الزوجة التي خلقت من نفس الرجل ليسكن إليها. هي البنت التي ستقف يوم القيامة للأب الذي أحسن تربيتها حجابًا عن النار. هي وصية المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام (رفقاً بالقوارير ) و في حجة الوداع (استوصوا بالنساء خيرا). المرأة التي القوامة عليها تكليف وضع لخدمتها و العناية بها و التكفل بكل ما يحفظها و يسعدها و ليس كما يُعتقد تشريف و هيمنة ذكورية. كل هذا التمكين و التقدير جعل من المرأة قوة و إرادة حديدية فخاضت بجانب الرجال الحروب و ضمدت الجراح.. درست العلوم.. ضُمنت لها حرية العمل و أُقرت لها الذمة المالية المنفصلة عن زوجها و أهلها و بُيَّن كل الذي لها و عليها حقاً بالمعروف. في الديانة المسيحية هي أم المسيح سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام التي اصطفاها الله لتكون من خير نساء العالمين و أنزلت فيها سورة مريم في القرآن الكريم. في واقعنا الحالي أيضاً نريد تمكين المرأة.. نريد لها القوة الحقيقية في حق القرار و الاختيار، بأن لا تعامل على أنها عورة و عار، أن تحمى من العنف الأسري و المجتمعي و الاستغلال بكافة أشكاله و أنواعه في كل المجالات لتشعر بالأمان المعنوي و الفعلي في بيتها، دراستها، عملها و مجتمعها. لنعد أيضاً للمرأة حقها بأن تكون أم ترعى صغارها بلا خوف و لا قلق من القادم المجهول و تراكم الالتزامات و هموم المديونيات فهي أساس البيت الحضن الدافئ، الطاهية، الممرضة، المعلمة، المربية سيدة العائلة الأولى في كل شيء. فمثلاً في أوروبا تعطى الأم إجازة أمومة تصل لعامين مدفوعة الراتب و بكافة الامتيازات و الحقوق. أليس نحن الأولى بتطبيق (حمله و فطامه في عامين). و إن كان حتى بنصف حقوقها و رواتبها، بالمقابل يتم توظيف بديلاً عنها من الشباب العاطل عن العمل بالنصف الآخر المقتطع من راتبها كبديل مؤقت عنها في إجازة الأمومة مما يكسبهم الخبرة العملية و التجربة الواقعية و يتيح لهم الفرصة للتدريب و التطوير الوظيفي و مصدر دخل و إن كان قصير الأمد يساهم في بعض من مصاريفهم الشخصية و التزاماتهم المادية. لنعد للمرأة حريتها الفكرية و العقائدية بأن لا تكون بوقًا صارخًا فقط بما يملى عليها من وراء ستار. أن تحيا بذاتها و بجمالها الخاص النابع من داخلها على فطرتها و ليس على مقاييس و معايير جمال مصطنعة من قبل تجار الصناعات المختلفة و ما تعرضه وسائل الاعلام. لنعد التوازن لحياة المرأة لتحيا كما تريد أن تحيا بكرامة بعزة بلا مهانة و نعمل على تمكين الرجل في حياتها ليكون لها سنداً و قوة بعد الله لتكن له هي المرأة و الأنثى بكل معنى الكلمة فيواجهان معاً تحديات و غمار الحياة
نحو تمكين مجتمعي تكاملي متكافئ يعزز قيمنا و معتقداتنا و يرتقي بنا نحو مستقبل أفضل.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/09 الساعة 15:28