أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

خبير الصحة الاردني المعاني يكتب: توحيد المرجعيات المتابعة لملف فيروس كورونا المستجد

مدار الساعة,مقالات,كورونا,رئيس الوزراء,وزارة الصحة,الخدمات الطبية الملكية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني*
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد - ١٩) ظهرت عدة جهات تتابع هذا الملف وكان الأمر ليس محصورا بوزارة الصحة كون الأمر مهم وحساس وجديد على البلد
ويهم الوطن بجميع اطيافة وتعدد مستوياتة.
في كل دول العالم يكون هناك جهة محددة وموحدة لمتابعة اي أزمة وخاصة إذا كانت أزمة صحية او وبائية وبالتالي ممكن انعكاسها سلبا على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالتالى تتولى هذة الجهات الإشراف والمتابعة واقتراح التوصيات والإجراءات على الدولة لتحويلها الي قرارات تنفيذية واجرائية والتي تهم جميع القطاعات.
عندنا في الأردن كان هناك نوعا من التضارب وعدم التنسيق
فيما بين عدة جهات تتابع هذا الملف وكان الأمر ليس محصورا بوزارة الصحة كون الأمر مهم وحساس وجديد على البلد والمجتمع؛ وبالتالي انعكس سلبا على المشهد العام لل ضع الوبائي.
فنلاحظ هناك وزارة الصحة؛ ولجنة الأوبئة الوطنية؛ الأمين العام لشؤون الأوبئة والامراض السارية؛ مساعد الأمين للرعاية الصحية الأولية؛ مركز الازمات؛ اللجنة الاطاريه العليا الوزارية؛ واخيرا تم انشاء المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية(والذي تم استحداثة بشكل مستقل ويتبع لرئيس الوزراء الذي يرئس مجلس ادارتة وتم تعين رئيسا للمركز برتبة وراتب وزير).
فمثلا لو استعرضنا اللجنة الوطنية للأوبئة فهذة اللجنة مؤلفة من بعض موظفي وزارة الصحة والقطاع الخاص ومندوب جمعية المستشفيات الخاصة والنقابات المهنية والخدمات الطبية الملكية؛ فهذة اللجنة هي التي توصي وتقترح التوصيات للحكومة والتي تحولها إلى قرارت تنفيذية وإجراءات ان اقتنعت في هذة التوصيات والاقتراحات؛
واصبح أعضاءه يظهرون على وسائل الإعلام المختلفة وبشكل مستمر لنسمع أراء متناقضة في كثير من الأحيان
مع القرارات الحكومية مما يؤدي إلى آثار سلبية على الوضع الوبائي مما انعكس سلبا على مصداقية القرارات الحكومية
وعدم ثقة المواطنين بهذة القرارات.
وفي تاريخ ١١/١٨من السنة الماضية صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء مركز وطني للأوبئة في الأردن يك ن مرجعية للأوبئة ويتولى إعداد السياسات الصحية المتعلقة بمكافحة الأوبئة والامراض السارية والتوصية بها للجهات المختصة وعمل الدراسات والأبحاث في مجال الأوبئة؛ وتنسيق جهود الاستجابة للأوبئة.
ويأتي أهمية الدورالمناط بالمركز بتعزيز الممارسات الصحة العامة في مجال الوقاية من الأوبئة والامراض السارية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشارا والحد من آثارها.
وجاء انشاء المركز تنفيذا التوجيهات الملكية السامية للحكومة
في كتاب التكليف السامي بأن يرى المركز النور؛ وان يدخل حيز النفاذ في إطار مؤسسي وتشريعي وليكون على غرار المراكز الشبيهة في الدول المتقدمة التي تمتلك مثل هذة المراكز؛ ويوجد أهمية بالغة لتمكين المركز ليبداء عملة الفعلي لا سيما اننا ليس فقط في خضم جائحة ووباء منتشر وإنما لكونة أصبح من الضرورات في إطار سياسات الدول
للتعامل مع تحديات الأوبئة والامراض السارية بشكل استباقي او بحثي وتنظيم؛ ويكون المرجعية العليا للاوبئه في البلد؛ ويقوم بإجراء الدراسات بهذا النوت من الأمراض وخاصة فيروس كورونا المستجد في الوقت الحالي.
أصبح عمر المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية عاما كاملا؛ وعلى الرغم اننا في وضع وبائي حساس ودقيق ومقلق للغاية لم نرى اي تأثير للمركز كما كان يتأمل منة
؛ فلم نرى رسم سياسات؛ او إجراء دراسات؛ او وضع بروتوكولات طبية حول فيروس كورونا المستجد؛ ولم نسمع ان المركز أوصى او اقترح اي امر للحكومة بخصوص مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد عكس الجهات الأخرى التي أصبحت تصدر التصريحات بخصوص هذة الجائحة.
اذا نلاحظ تعدد الجهات الحكومية التي تتابع ملف مكافحة جائحة فيروس كورونا وهذا تشتيت للجهد واضاعة الوقت
وينتج في كثير من الأحيان أمور لا تحمد عقباها وتأثر بشكل سلبي على الوضع الوبائي في الأردن.
والسؤال الكبير الذي يجب أن يوجة للحكومة؛ لماذا لا يتم توحيد المرجعيات الطبية المتابعة للأوبئة في الأردن وحصرها في جهة واحدة مختصة في هذا المجال؟
ان يكون المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية المرجعية الصحية الوحيدة التي تتابع ملف جائحة فيروس كورونا المستجد وهي الجهة التي توصي وتقترح الإجراءات اللازمة والضرورية للحفاظ على الأمن الوبائي في الأردن وان تنطوي تحت مظلتها الجهات الأخرى مثل لجنة الأوبئة
وجميع المرجعيات التي لها علاقه بالاوبذة او الأمراض السارية.
اذا المطلوب الان ولمزيد من الشفافية والتنسيق وعدم الازدواجية؛ ووللمصلحة الوطنية؛ يجب إعطاء المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية وضعة ومكانتة الطبيعية
والذي انشاء من أجلها ويكون المركز المرجعية الطبية الرئيسية للأوبئة والأمراض السارية وتكون لجنة الأوبئة تحت مظلتة تجتمع وتتخذ توصياتها ويكون المركز هو صاحب الولاية على عمل لجنة الأوبئة كونة هو الجهة الطبية المختصة في مجال الأوبئة والامراض السارية في الأردن.
*امين عام وزارة الصحة الأسبق
مدار الساعة ـ