مدار الساعة - جهد ثنائي من قبل الجانبين لتعزيز العلاقات بينهما. كل طرف يعمل من جانبه على الخطو الى الأمام خطوة خطوة، حتى وصلت العلاقات إلى ما هي عليه اليوم.
نحن نتحدث عن العلاقات الأردنية القطرية.
المسألة تبدو اليوم أبعد من علاقات اقتصادية أو حتى تطوير لعلاقات سياسية دافئة. نحن نتحدث عن تموضع في تحالف يحيك ثوبه وفق أنماط خاصة.
لم تعد المسألة ان دولة قطر تريد ان تساعد الأردن في محنته الاقتصادية مثلا فتعمل على فتح أسواقها للعمالة الأردنية. من يرى ذلك لا يعرف الى أين وصل سلّم هذه العلاقات.
بعيدا عن الرومانسيات الإعلامية للعلاقات العربية العربية، فإن ثنائية العلاقة الأردنية القطرية حفرت عميقا في أبعادها في تحالف، أحيانا يبدو غير مفهوم، لكن سيكون مفهوما ونحن نتحدث عن تضاريس للخريطة السياسية العربية الحالية ذات بيانات مختلفة عما كانت عليه الخريطة في القرن العشرين.
وسط توحش الإقليم، وتفاقم الفوضى، يقترب التوائم ليحيطوا أنفسهم ببعضهم من أجل المرور وسط هذه الفوضى. حتى إذا ما فعلا ذلك، اكتشف الطرفان – وهذا كان قديما – ان علاقاتهما اخذت أبعادا عضوية لم تعد تنظر الى الحالة السياسية الراهنة بصفتها داعم.
اليوم صارت العلاقات الأردنية القطرية وثيقة من دون دوافع خارجية، بل بروافع ذاتية الدفع، سواء استمرت حرائق الغابات الإقليمية على حالها، أم هدأت وانطفأت.