مدار الساعة - كتب: أمجد المجالي
هل أبدأ بعرض سلبيات ذاكرة السمك، أم أتحدث عن مواقف ستبقى مشهودة بالتاريخ، أو أعرج الى مقدار الشفافية والشغف لكرة القدم، أو أركز على الجرأة بمحاربة زمر الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم، لا أعلم من أين أبدأ سرد تفاصيل الحكاية؟.
تموج الافكار في رأس اثقل من الهموم، والجرح ونكران الجميل، ولكن عندما يتعلق الامر بأمير الشفافية فأن الذاكرة تنشط لتستعيد حكايات ومواقف لا مثيل لها، وهنا لا ادافع عن الاتحاد الاردني لكرة القدم، وتحفظاتي المقرونة بالعتب، لكن العهد والوعد يدفعاني للتصدي لأي محاولة للتنمر أو الانتقاص من حق مشروع ومتعارف عليه دوليا.
ولنبدأ الحكاية من الفصل الأول، وهو مخصص لأصحاب ذاكرة السمك، وتحديدا عندما رفض الاتحاد الدولي حجاب لاعبي منتخب ايران في مباراة أمام منتخبنا النسوي، ما يعني الفوز لمنتخبنا اعتباريا بثلاثية نظيفة، وهنا تصدى الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني، ورئيس اتحاد غرب آسيا، ونائب رئيس الاتحاد الدولي، آنذاك، للموقف بمسؤولية ودافع عن حق ممارسة الفتاة للعبة بالحجاب، ما اسفر عن اقرار "فيفا" بتلك الخصوصية بعد جهد كبير بذله الامير المحب للعبة والحافظ لحقوقها والضاغط على مضامين العدالة للجميع.
وتمضي تفاصيل الحكاية بفصلها الثاني، عندما أنبرى الامير علي للدفاع عن الكرة الكويتية وضرورة رفع قرار الحظر عنها، علما ان المنتخب الكويتي، استنادا الى نتائج التصفيات الأخيرة، ساهم بخروج المنتخب الوطني من حسابات الترشح للدور الحاسم من تصفيات المونديال، فهل تناسى من يملكون ذاكرة السمك ذلك الموقف المحق والحق؟.
وفي الفصل الثالث، وحكاية العز والمسؤولية تلمع ذهباً بين سطور الحكاية، تبنى الأمير علي قضية المنتخب العراقي واحقية اللعب على ارضه وبين جمهوره وارسل المنتخب الوطني لاجراء مباراة في البصرة لتعزيز تلك الاحقية وأصر على حضور المباراة في اللعبة تأكيداً للموقف الداعم، كما مارس دوره المسؤول لأحقية الأشقاء في العراق بإستضافة بطولة غرب أسيا لمنتخبات الشباب والتي تدور رحاها حاليا في البصرة، فهل نسيتم أم تناسيتم ذلك يا أصحاب ذاكرة السمك؟.
واستنادا الى كل ما سبق، فإن ما يربط مقدار العشق والشغف لدى الأمير علي تجاه للعبة يرتكز على مبادىء الشفافية والعدالة للجميع، ما يفسر الحرص الدائم والحازم على ارساء مضامين العدالة التي ترتكز عليها منافسات كرة القدم وتضعها في مقدمة المبادىء السامية، وهنا فإن "فيفا" بات مطالباً بايجاد آلية عصرية للتأكد من جنس اللاعبات عند تسجيلهن رسمياً في سجلات ممارسة اللعبة، وهذا الامر لا يعيب أحداً بل يضمن توفير العدالة والمساواة.
يا أصحاب ذاكرة السمك، استرجعوا شريط الذكريات للتوقف عند حقائق سيذكرها التاريخ، وأبحثوا عن الاجابات الحقيقية لأسئلة عديدة تبرز فوق صفحات التميز والمسؤولية: من حافظ على حق الفتاة بممارسة اللعبة بالحجاب؟، ومن نبش قضايا الفساد في الاتحاد الدولي وأنهى امبراطورية بلاتر واعوانه الفاسدين؟، ومن أخلص للعبة وعشقها وحارب لأجل ارساء قواعد اللعب النظيف والعدالة والانصاف؟، حتماً فإن الجواب واحد : أمير الشفافية والعاشق والمحب للعبة.