مدار الساعة - وجه رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي، رسالة لزملائه النواب أكد فيها على العمل في إعادة الألق والهيبة لدور النائب.
وتاليا نص كلمة الدغمي:
أتوجه باسمكم جميعا من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بالشكر الجزيل على تفضله بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس النواب التاسع عشر، وإلقاء خطبة العرش السامي التي ستكون نبراس الهادي للسلطات الدستورية بما تضمنته من برامج وخطط تحتاج إلى تعاون وثيق بين كل هذه السلطات لتنفيذها على أرض الواقع ليرتقي بها الأداء ويرتقي بالتالي الوطن، وأقول باسمكم لجلالته سنكون العون والمساندين لحكومتكم الرشيدة ما دامت تسير في تنفيذ برامجها التي تستهدف رفعة الوطن والمواطن الأردني، ونقول له لقد أبدعت كعادتك يا صاحب الجلالة في الخروج بنا من كل الأزمات التي يمر بها وطننا الغالي، وأخرجتنا من الفتنة بحكمة ملك عروبي ورث المجد كابرا عن كابر، وعبرت عن كل الأمة العربية في شرح قضيتنا المركزية العادلة قضية فلسطين والشعب الفلسطيني المجاهد الذي لم يغب يوما عن بالكم أو بال آبائكم وأجدادكم الغر الميامين ولا عن بال شعبكم الوفي، كما شددتم جلالتكم على ضرورة حل القضية الفلسطينية ضمن الشرعية الدولية وبما يحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك فيما يتعلق بالقضية السورية وتمسكك بالمحافظة على وحدة أراضي سوريا العربية الشقيقة وضرورة إنهاء النزاع المسلح والإرهاب عن أرضها، وعرضت جلالتكم كافة القضايا علربية الساخنة على الساحة العربية عموما وذلك في الأمم المتحدة وفي كافة المحافل الدولية والدول المؤثرة في القرار العالمي.
حضرات النواب لقد طوقتم عنقي ما حييت بهذه الثقة الغالية على قلبي والتي ترتب علي عبئا إضافيا لكي أكون على قدر هذه الثقة، فسيكون مكتبي ومنزلي مقرا لكم جميعا بدون استثناء، وسنكون مع بعضنا البعض كالبنيان المرصوص يشد أزر بعضه بعضا، وسأكون العون والسند لكل واحد وواحدة منكم في السراء والضراء، وها هي يدي تمتد لكم للتعاون المثمر في إقرار التشريعات التي تحفظ عزة الوطن ومناعته، ليكون الأردن في طليعة الدول المتقدمة بإذن الله والتي تتبنى الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والدستوري قبل هذا كله، وذلك على أعتاب المئوية الثانية من عمر الدولة التي بناها الآباء والأجداد، بقيادة هاشمية رائعة تأخذنا دوما إلى مدارج العلا والتقدم في ركب الحضارة الإنسانية ومصاف الدول المتقدمة، وها هو برلمانكم وسيادتكم على أعماله لا يتدخل بكم أحد إلا في حدود الدستور والقانون، وسأعمل معكم على تعديل النظام الداخلي لاستعادة ما تم الرجوع عنه في تعديلات سبقت وحدت من صلاحية النائب، وسنعيد في هذا النظام الألق والهيبة لدور النائب لكي يرتقي بنا الأداء ونكون الأوفياء وقيادتنا.
حضرات النواب إن التعاون مع السلطة التنفيذية أمر محكوم ومرسوم في دستورنا العتيد المتقدم، والذي ستضاف إليه تعديلات ستبحثونها في قادم الأيام، وبناء عليه سنتعاون مع السلطة التنفيذية ما دامت هي تسير في الاتجاه الصحيح وفي تنفيذ البرامج والخطط التي سيستفيد منها الوطن والمواطن.
إن قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن الحصين والتي تقف على حدوده لتحافظ عليه من كيد الكائدين والإرهابيين وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن ومنع الفتن وشف المؤامرات التي تحاك في الظلام ضد بلادنا ودولتنا وقيادتنا، نوجه لكم باسمكم جميعا التحية والتقدير والعرفان، وكل الدعم والإسناد من نواب الأمة، وفي هذا الصدد لا بد أن نترحم على شهدائنا الأبرار من جيشنا وأجهزتنا الأمنية وشعبنا الذين قدموا أرواحهم ودمائهم الزكية فداء لهذا الوطن لكي نعيش بأمان واطمئنان وسكينة.