بقلم ناجح الصوالحة
“لن ننساك يا صانع الأمجاد.. ولن ننسى حين زادت السماء بكاء على رحيلك.. سنظل نبكيك بأرواحنا يا باني مسيرتنا ونهضتنا، ونقولها بإصرار سنبقى نصلي من أجلك يا سيد هذه البلاد ورسولها المتسلح بالكرامة والحكمة والقيم النبيلة..
لن تنساك الأمة والإنسانية فأنت باقٍ فينا حي لم تمت، فلقد صنعت نهجاً عالمياً في التسامح والنبل في بناء الإنسان ورسالته، إذ كان الأردني عند تجواله في ارجاء العالم يعرف بأنه من بلد الملك حسين رحمه الله..
نعم أيها الراحل العظيم.. لدينا البترا من عجائب الدنيا، ونضيف أننا نمتلك المدن الأثرية وأماكن كثيرة تحظى باحترام واهتمام عالمي، لكن كان لدينا الحســين العظيم الذي فاق بحضوره وهالته كل هذا الإرث, هو من سلالة رسول البشرية محمد بن عبدالله عليه الصـلاة والسلام, كانت رفيق المحـتاج ووالد اليتيم.. تفكر بالمهموم وصاحب الحاجة والأرملة والفقير, لم تترك لنا مـساحة لنعاند مسيرة هذا الوطن, كنت لنا: الوطن والمواطن البسيط والغني, كنت فقيرا بحضرة الفقراء وصاحب سلطة مع من يمــتلك السلطة والقرار, كنت بحـــ جم الكون بنظر ابن?ء هذا الوطن، مزارعاً وفلاحاً مع الفلاح لتعطي أملاً لهذا الوطن ويكون قوياً بما يمـــتلك وينتج, كنت الجندي مع العسكر في الخـندق ليبقى هذا الوطن فوق القمم والهمم، كانت سياستك محنكة في حضرة قادة العالم أجمع، كنت لنا الحياة والنجاح في مسيرتنا لبناء هذا الوطن.
من أجل ان يستمر العطاء والبناء كان يعطي فوق امكانياته, لهذا استمر هذا الوطن في تقدمه وتخطى من الصعاب ما يعــجز عنها دول تملك مقومات لا تتوافر لنا, حارب بعناد النبلاء وصبر الحكماء في التوازن بين ما يحــتاجه الداخل والشعب وبين مؤامرات ضعفاء النفس من الاشقاء وأصحاب الأجندات في السيطرة على هذه المنطقة, دفع نتيجة ما يؤمن به من إنسانية المعالجة لكثير من قضايا المنطقة والعالم ودفعنا نحن الـشعب بكل ثقة الثمن لحبنا لهذا القائد الذي نتشرف به أمام الآخرين ونرفع الرأس بحضــوره في أي محفل عالمي..
تقدير عالمي لشخصية الحسين العظيم يتم تناوله للآن رغم غياب جسده منذ أكثر من عشربن عاما, واعتراف بفضل فكره ومعالجته لما مرت “به هذه المنطقة من قضايا وحروب لو أخذ بكل ما نادى به لكانت ظروفنا مختلفة, جنازة ملكنا وقائدنا المغفور له الحسين العظيم دليل قاطع على أنه كان سيد هذه الأرض وحكيمها وصاحب التفاعل الرزين والحضور المـشرف, حضور هذا العالم بأكمله في تشييع جنازته دليل بأن قائدنا العظيم.. كان الملك الإنسان.