مدار الساعة - قالت وسائل إعلام ليبية، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن سيف الإسلام القذافي قدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا المزمع عقدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكالة الأناضول نقلت عن وسائل إعلام محلية تأكيدها تقديم "سيف الإسلام القذافي ملف ترشحه شخصياً لمفوضية الانتخابات في سبها جنوبي البلاد".
مسؤول في المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أكد كذلك من جانبه أن سيف الإسلام القذافي سجل اسمه الأحد كمرشح في الانتخابات الرئاسية.
فيما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لسيف الإسلام القذافي (نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي)، وهو داخل فرع مفوضية الانتخابات في سبها ويرتدي عباءة وعمامة بنيتين، ويبدو الشيب ظاهراً في لحيته الطويلة.
وسيف الإسلام من أبرز الشخصيات المتوقع أن تخوض انتخابات الرئاسة ضمن قائمة مرشحين تضم أيضا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وكان قد تم تحديد 24 ديسمبر/كانون الأول موعداً مرتقباً لانتخابات ليبيا، عبر خارطة طريق تدعمها الأمم المتحدة، بينما لا يزال إجراء الانتخابات محل شك، وسط خلافات بين فصائل وهيئات سياسية متناحرة في الشرق والغرب، حول القواعد التي يستند إليها الجدول الزمني للانتخابات ومن يمكنه الترشح فيها.
هذا الخلاف يهدد بانهيار عملية السلام الأوسع نطاقاً، والتي تشمل أيضاً جهوداً لتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة منذ فترة طويلة وخروج المرتزقة الأجانب الذين لا يزالون متمركزين على طول خطوط المواجهة، على الرغم من وقف إطلاق النار.
وتم الاتفاق في مؤتمر موسع عقد في باريس الجمعة على فرض عقوبات على أي طرف يعطل الانتخابات أو يحول دون إجرائها لكن لم يتم الاتفاق حتى الآن على القواعد المؤهلة للترشيح.
"المنقذ للبلاد"
من جانبه، يرى سيف الدين القذافي، بحسب حوار سابق مع صحيفة أمريكية، أن السياسيين الليبيين "لم يجلبوا إلا البؤس، وحان الوقت للعودة إلى الماضي، فالبلد جاثٍ على ركبتيه، لا مال ولا أمن، لا توجد حياة هنا".
انطلاقاً من هذا التحليل المأساوي لوضع البلاد، يُقدم نجل القذافي نفسه كمنقذ للبلاد، وأنه يريد "إحياء الوحدة المفقودة".
ورغم أن من المرجح أن يعمد سيف الإسلام إلى استغلال الحنين للفترة التي سبقت انتفاضة عام 2011 التي ساندها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بوالده من الحكم ليبدأ عقد من الفوضى والعنف فإن محللين يقولون إنه قد لا يكون في صدارة السباق الانتخابي.
فلا يزال كثيرون من الليبيين يتذكرون الحكم الشمولي القاسي في عهد القذافي كما أن سيف الإسلام وشخصيات النظام السابق ظلت بعيدة عن السلطة لفترة طويلة وربما يجدون صعوبة في حشد الرأي العام بنفس قدرة منافسين رئيسيين.
كان موقع شبكة Voice of America الأمريكية قد نشر تقريراً أواخر يونيو/حزيران 2021 عنوانه "ترشُّح سيف الإسلام القذافي المحتمل للرئاسة"، تناول ما أكده بالفعل حوار صحيفة نيويورك تايمز، في احتمال أثار حفيظة الدبلوماسيين الغربيين ومستشاري الديمقراطية الدوليين، الذين يقولون إن عملية السلام المضطربة في ليبيا لديها ما يكفيها من العوائق التي تحتاج إلى تجاوزها، ولا تتحمل أن يُضاف إليها نجل القذافي، الذي يعد شخصية تتسبب في حالة استقطاب شديد.
عربي بوست