أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الهياجنة: طريقة تدريس خاطئة للتاريخ (صور)

مدار الساعة,أخبار ثقافية,وزارة الثقافة,الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - ضمن الخطة الوطنية لاحتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنيّة، نظّمت وزارة الثقافة جلسةً حوارية، في مدرج كلية الآداب في الجامعة الأردنية بعنوان "الشباب بين التاريخ والمستقبل"، استضافت خلالها المؤرخة أ.د. إيمان الهياجنة، رئيس قسم التاريخ في الجامعة.

بدايةً استهلت الطالبة المتطوعة فرح المعايطة، التي أدارت اللقاء، بقراءتها مقولة فرنسية للفيلسوف والكاتب الفرنسي فولتير، حيث ابتدئ الحوار بقولها:
(Dis-moi la date à laquelle tu veux écrire je te dirai qui tu es) (أخبرني عن التاريخ الذي تكتبه، أخبرك من تكون)...
بمملكة يبلغ عدد الشباب بها حوالي 6ر2 مليون نسمة.....مملكة شابة.... تريد أن تتحدث مع شبابها.. بحلقة حوارية (الشباب بين التاريخ والمستقبل).. كان ضيف الحلقة ممن يزرعون في أجيالها المعرفة والعلم الأستاذة الدكتورة إيمان الهياجنة رئيسة قسم التاريخ في الجامعة الأردنية".. وقدمت المعايطة نبذة عن ضيفة اللقاء الدكتورة هياجنة، كمتخصصة بالتاريخ الحديث والمعاصر ومهتمة بالتاريخ العثماني وتحمل درجة الدكتوراة من جامعة قيصري تركيا، كما أنها عضو في العديد من الهيئات واللجان، ولديها العديد من الأبحاث العلمية المحكمة والمنشورة ، وشاركت بالعديد من المؤتمرات والندوات العلمية.
ثم تطرق الحوار للعديد من المحاور، حيث احتوى كل محور على عدة أسئلة :محور مدخل إلى دراسة التاريخ، وكانت أسئلته كالتالي:
لكل مفكر فلسفته الخاصة بتعريفه للتاريخ ...مثلاً التاريخ بمفهوم ابن خلدون له وجهان ظاهر وباطن، ظاهره يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى و باطنه النظر والتدقيق، والتعليل والعلم بكيفيّة الوقائع، وأسباب حدوثها، وبذلك يكون التاريخ عريقاً، وعميقا ، فما هي فلسفتك بعد تبحرك في هذا العلم إلى حد ما ؟..
التاريخ هو أبو العلوم ..لكل تخصص سواء اقتصاد، سياسة، فن،.. له جذور وتاريخ.. وقراءة التاريخ تعطيك العمق وليس فقط النظر بالظاهر.
ما هي فوائد دراسة التاريخ؟
١-استنطاق الماضي لفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
٢-أخذ الدروس والعبر لتلافي الوقوع في أخطاء الماضي.
٣-التعرف على سنن وقوانين الحياة.
٤- شحذ الهمم ،الفخر ، والثقة.
٥-نتحدث عن خيباتنا وإخفاقاتنا دون خجل لنتعلم الدروس والعبر.
ما هي فوائده على المؤرخ؟
١-اكتساب مهارة التحليل.
٢-القدرة على تحديد أولويات المعلومات من المعلومة الأهم.
٣-توسع مداركه وزيادة الوعي.
٤-اكتساب المعلومات والثقافة.
٥-تساعده على تقييم حسه الأخلاقي.
ما أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤرخ؟..
أن يكون محايداً موضوعياً، الصبر، الدقة، القدرة على التخيل والتحليل والاستنباط، ومد الجسور بين الماضي والحاضر .نحن نقول في البداية باحث في حقل معرفي أو مهتم، لأن كلمة مؤرخ كلمة كبيرة لا تقال إلا بعد باع طويل جدا من البحث والعمل .
تسمى كلية الآداب باللغة الإنجليزية faculty of art هل التاريخ علم أم فن؟ برأيي هو علم وفن في الوقت نفسه:
علم قابل للتجربة والتطبيق، لأنه يمكن أن تستلهم، تستوحي، أو تقلد.
فن لأنك كمؤرخ عمليا أنت تقوم من خلال دراساتك وأبحاثك، وهو أصلاً الهدف الأساسي من دراسة التاريخ بخلق جسور بين الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل وخلق الجسور الخلاقة الإبداعية، هو فن يصنع لك خطك الفكري.
محور دراسة تخصص التاريخ في الأردن الآن ومستقبلاً:
هل قراءة تاريخ الوطن واجب أم هواية ؟
واجب على كل فرد بكل دولة ..إن كنت لا تراه واجبا فمن برأيك الأجدر أن يعرف تاريخ بلدك ؟!
هل أنت راضية عن أسلوب وطريقة تدريس مادة التاريخ في مناهجنا؟
لا ، الأصل في ماهية طريقة تدريس مادة التاريخ هو حلقات نقاشية والعصف الذهني والحوار والبحث وليس التلقين، ثم امتحان صيغة أسئلته معظمها ضع دائرة واملأ الفراغ، وهذا مما خلق حالة عزوف عن دراسة التاريخ ووصفه بالتخصص الممل، رغم مدى أهمية هذا التخصص في بناء الدولة وزيادة حصانتها ومنعتها، فالدول المتحضرة تحرص على التمحيص في تاريخها والوقوف على أخطاء الماضي لتبقى تطور نفسها .
هل أنت راضية عن طريقة الأرشفة والتوثيق ؟
إلى حد ما، لكن على المسؤولين بهذا المجال الاهتمام أكثر، لأن الوثائق تعتبر كنزاً وطنياً، وأيضا إعادة النظر بالقوانين المتعلقة بهذا الشأن للتقليل من تعقيد الإجراءات، للحصول على الوثائق أو المصادر المطلوبة للأبحاث، فهي تعتبر المستودع الأول للبحث.
كيف تقيمين مدى اهتمام طلاب التاريخ بأبحاثهم ؟
يوجد من جميع المستويات، ولكن يوجد نسبة لا بأس بها فعالة ونشيطة .
أما الطلبة الأجانب الذين يأتون للدراسة في قسم التاريخ، فيلفت انتباهي أن معظم الباحثين الأجانب المهتمين بالتاريخ الأردني من تركيا، الصين، ويوجد من دول أخرى، وهذا يعتبر قيمة مضافة لبلدنا.
ما هو المستقبل بالنسبة لمن يقرأ التاريخ؟
من ليس له ماض ليس له مستقبل، من يقرأ التاريخ لا يعرف التشاؤم بالمستقبل.
عندما كنت على مقاعد الدراسة كان لديك أحلامك بالمستقبل واليوم على احتكاك يومي بفئة الشباب من طلاب الجامعة ...هل تلمسين تغيراً، أو هل أحلام و أمنيات الشباب تتغير من جيل إلى جيل ؟
نعم، بسبب تغير الظروف المعيشية والأقتصادية.
كيف تتوقعين أو تستشرفين الأردن في مئويته الثانية؟
الأردن مشرق برغم التحديات والصعوبات، والسبب أن عدد نسبة الشباب بالمملكة يتجاوز ٢مليون، وهولاء هم من سيبنون الأردن في المستقبل فعلينا الاهتمام بهم.
كلمة أخيرة تودين أن تقوليها للشباب؟
أولاً: أتمنى على الشباب أن يكون حس المسؤولية لديهم عالياً وأن يأخذوا الحياة على محمل الجد ، ثانياً: أن يتسلحوا بالمعرفة والوعي ثم الوعي، ثم الوعي .
محور المؤرخة أ.د.إيمان الهياجنة:
ما هي هواياتك المفضلة عندما كنت بعمرنا؟
المطالعة والقراءة بالمصادر والمخطوطات، فهوايتي منذ صغري تحولت إلى مجال عملي اليوم كمؤرخة.
قيل: لكل زمان دولة ورجال ..فمعك تغير القول إلى لكل زمان دولة ونساء ورجال؟
لا أؤمن بهذه المقولة، رغم أنها المقولة المفضلة إلى السياسيين!
وقد شارك في الحوار طالبتان من سنغافورة اخترن الأردن لدراسة درجة البكالوريوس بها، حيث تحول الحوار إلى اللغة الإنجليزية، فوجهت محاورة الجلسة فرح المعايطة أسئلتها إلى الطالبة السنغافورية فاتنة.. فكانت إجابتها:
لماذا اخترت الأردن؟
سبب مجيئي أنني أردت دراسة اللغة العربية الفصحى، فوقع اختياري على الأردن، لأنه يعتبر من أقوى الدول العربية بهذا المجال وأيضا لكونه بلداً ينعم بالأمن والاستقرار .
أصبح الأردن جزءاً من ذكرياتك الجامعية فماذا تقولين لنا عنها؟
أكثر ما أحببته في الأردن هو تنوع طبيعته الخلابة من وديان وصحراء، فبلدكم جميل .
في البداية عانيت من التمييز بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية،.. "بعض الأردنيين بالهم ليس طويل"! .
من ثم تم فتح باب المشاركات، فالعديد من الطلاب والطالبات ناقشوا أراءهم حول فلسفة التاريخ مع الضيفة وبعدها تم تقديم تذكار وهدية لها، وذلك بمناسبة احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، حيث أقيمت الجلسة الحوارية في مدرج كلية الآداب بالجامعة الأردنية، ومن ثم تم التقاط الصور التذكارية ...لتصبح لمن حضرها تذكاراً في المستقبل.
مدار الساعة ـ