أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ذوقان عبيدات يكتب: مقابلة وتنمر.. ماذا نعلمّ الطلبة

مدار الساعة,مقالات,كورونا,وزارة التربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم د. ذوقان عبيدات

في مقابلة تلفزيونية / قناة المملكة مساء الاثنين مع الإعلامي عامر رجوب، كنت طرفاً فيها مع د. فايز سعودي، حول قرار وزارة التربية بشأن إعادة تنظيم الفصلين على ضوء تطورات كورونا.
ناقشت الحلقة قرار الوزارة، وأثير موضوع الهدر التعليمي الناتج عن " العبث" في ذلك القرار، وكأي حدث تلقيت ردوداً متنوعة، أبرز منها موضوعين:
الأول: كيف لمن "يدّعي" بأنه خبير تربوي بأن يجرؤ على القول نحن لا نعلّم المادة الدراسية، ولا نعلّم التاريخ والجغرافيا وقواعد الإعراب، وإن المعلومات في هذه المواد يمكن الحصول عليها دون مدرسة!!!
ما أقول دائماً، ويقوله كل تربوي:
- نحن نعلّم الأطفال، والأطفال فقط، وغاية ذلك مساعدتهم على إتقان مفاهيم ومهارات واتجاهات ضرورية لنمو شخصياتهم، وهذا يعني أن المواد الدراسية هي أدوات ووسائل لتحقيق تلك الأهداف. كثيرون يعتقدون أن المواد هي أهداف، وأن على الطلبة أن يتقنوها جيداً، وفي ذلك بعض الصحة، لكن أن تتحول إلى أهداف، وننظم فلسفتنا التربوية ونظامنا التعليمي حولها، فهذا ليس صحيحا!!
لقد نظمنا الكتب لتقديم معلومات، ودربنّا المعلمين على حسن نقل المعلومات. وعملنا الامتحانات لقياس هذه المعلومات. ونسينا أنها وسائل!!
نعم حولوها إلى أهداف. وبعض من تنمّر علّي بسبب ذلك، يريدها أهدافًا مقدّسة. ينجح من يحفظها وينساها بعد حين، ويرسب من لا يحفظها!!
وخلاصة ذلك، فإن هدف التعلم هو بناء شخصية الطفل، ولذلك فإننا يجب أن نعلم الطفل وليس المادة. بل وبإمكاننا مساعدة الطفل على التعلم لو غيرنا جميع المواد وجميع الكتب، ويبقي التنمر في وسائل الاتصال ظاهرة غير شخصية وغير فردية. وتبقى فكرة أن من يظهر في الوسائط الإعلامية كشخص "عام “، يجب أن يتبرع بجزء من هيبته ومكانته وسمعته وربما أكثر مجانا لمن يتصيدون!!
الثاني: إن قرارا الوزارة، بل أي قرار ضروري، يجب أن لا يُناقش إذا ما كان صحيحاً أو خاطئاً، بل حسب معطيات هذا القرار وغاياته أولًا وحسب ما يترتب عليه من نتائج ثانياً.
وقد جاء قرار وزارة التربية أمس في تعديل مدة الفصلين مبرّراً بعوامل صحيحة أملت هذا القرار!! طبعا من السهل مهاجمة أي قرار بالتركيز على سلبياته ولكن هذا موقف عبثي. فالأجدى أن يناقش من زاوية: كيف نقلّل من الأثار السلبية للقرار مادام القرار اتخذ لغايات صحية وقائية!!
ولذلك قلت أمس:
- علينا وضح خطة للإشراف على المعلمين ضماناً لتقليل الفاقد التعليمي –علينا وضع خطة "لتقييم الامتحانات" وهذا ليس بمستوى يجعلني ألغي القرار إذا كان التقييم عبر الفصلين وليس دقيقا.
وأخيراً، أؤيد قرار الوزارة، من حيث الغايات، وأؤيد أن تحرص الوزارة على تقليل سلبياته التي هجم عليها القناصون.
مدار الساعة ـ