انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

جماهير الرمثا.. لم ننظر لهذا الأمر

مدار الساعة,مقالات مختارة,الاتحاد الأردني لكرة القدم
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 01:30
حجم الخط

فاز نادي الرمثا بالدوري.. حسنا، ماذا نقرأ من ذلك؟

الحشود التي غطت شوارع الرمثا, احتفالا بالفوز لا أظن أن حزبا سياسيا أو معارضة أو حراكا يستطيع, أن يجمع هذا الكم من الناس والشباب.. حول شغف طالما ألهم قلوب الناس وهو لعبة كرة القدم...
المهم أن هذا الجمهور لم يكسر (لمبة) شارع, لم يقدم هتافا خارجا عن السياق العام... بل أنتج من الفرح ما غطى سائر محافظات المملكة, وأنتج تعاطفا مع (الرمثاوية).. جعل الاحتفال بالدوري يعم المملكة قاطبة.. نحن نظرنا للاحتفالات لكننا لم ننظر لهذا الانضباط الكبير وللمحبة التي مارسها الناس هناك، وللتوافق... ولشباب (بني حسن) الذين خرجوا في الشارع العام, واستقبلوا الفريق الفائز بنفس المحبة التي استقبلتهم فيها الرمثا... حين مر بالقرب من قراهم.
نسجل لجماهير الرمثا, هذه السابقة في كرة القدم الأردنية... ونسجل أيضا أننا لم نشاهد (دركيا واحدا) في كل هذه الاحتفالات, بل شاهدنا سلاسة أمنية.. واحتراما منقطع النظير من الأمن لعواطف الناس ومشاعرهم بالفوز..
ماذا يعني هذا؟ كرة القدم هي أكبر مؤسسة في الأردن قادرة على حشد الناس.. وقادرة على التماهي مع شغفهم وأحلامهم, لكن الغريب أن ميزانية الاتحاد الأردني لكرة القدم، لا تعادل ربع ميزانية بعض الوزارات, والأغرب أن المؤسسات التي ترعى هذه اللعبة وتقوم على تنظيمها ودعمها, لا تحظى ولو بالفتات من حجم الضرائب والتبرعات... والأهم من كل ذلك أننا بعد ملعب القويسمة الذي بني في عهد المهندس نضال الحديد, لم نقم للان ببناء ملعب ضمن شروط ومواصفات دولية, يخفف العبء عن بقية الملاعب..
كرة القدم هي مشروع مهم للشباب, هي اللعبة الوحيدة التي يلتقي فيها ابن الكرك مع ابن الرمثا في تنافس حر شريف, ويلتقي ابن المخيم مع ابن البادية لأجل الفوز وتقديم المواهب.. ويلتقي فيها الجميع، ضمن إطار التنافس الشريف.. هي اللعبة الوحيدة التي لا يوجد فيها علاقات نسب ومصاهرة أو (كوميشن) أو فساد بالمعنى الملموس.. فمن يدخل أرض الملعب لا يحتاج لواسطة بقدر ما يحتاج لموهبة...
المهم في كل ما حدث الأسبوع الماضي، هو أن الأردن كله تعاطف مع نادي الرمثا بمن فيهم مدرب الوحدات الصديق عبدالله أبو زمع، ليس لأن الرمثا ربح الدوري فقط.. بل لأن الأطراف قادرة على المنافسة والفوز.. ولأن عمان يجب أن لا تبقى هي المحتكرة بأنديتها للبطولات..
لقد قدم جمهور الرمثا نموذجا حيا, في الانضباط والمحبة.. وأنتج حالة جماهيرية يقتدى بها, والأهم أنه رسخ مسألة التنافسية في إطارها الشريف والأخلاقي والنبيل..
لم يفز نادي الرمثا بالدوري، من فاز هم (الرماثنة) بأخلاقهم، ومحبتهم.. وتفانيهم وجعلوا أغنية:- (وعينا ع الدنيا وع الدنيا اوعينا.. وحب الرمثا عايش فينا.. كانوا بلوة أو علة فينا.. يارب من حبو لا تشفينا).. والتي أصبحت نشيدا وطنيا بامتياز.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 01:30