بداية وكالعادة , فالنية وبحمد الله سليمة, وليس لشاغلي وظيفة مشكك دائم , الخوض فيها , وبعد :
يدور الحديث سياسيا في بلدنا حاليا , حول مسمى الهوية الوطنية الجامعة وتتباين الإجتهادات بين معارض ومؤيد ولكل مبرراته وتساؤلاته عن الغاية من هذا المصطلح الإصلاحي الجديد الذي يعيدنا إلى إستذكار مصطلح سابق أطلق البعض عليه في حينه, مسمى الهوية الثالثة .
ما أعرفه تاريخيا أنا القروي النابت من بيئة عشائرية هجرت سكن بيت الشعر, لكنها ما زالت ترى فيه تراث عز وفخر , أن الإسم الرسمي لبلدنا منذ تأسيس الدولة الحديثة قبل أزيد من مائة عام , تدرج من إمارة الشرق العربي إلى إمارة شرق الأردن ثم إلى الإسم المستقر حاليا , وهو المملكة الأردنية الهاشمية , وهذا يعني وبوضوح تام , أن هويته الوطنية , هوية أردنية هاشمية .
هذه الهوية الأردنية الهاشمية , مستقرة ليس في وجدان سائر الأردنيين ومن كل المشارب جيلا إثر جيل , وإنما في سائر الأدبيات السياسية لمختلف دول العالم من جهة , وسائر المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والعربية .
مصطلح الهوية الوطنية الجامعة , مصطلح معوم يسقط من النص , النواة الحقيقية للإسم الرسمي للدولة والوطن , وهما الأردنية , و, الهاشمية , ولا أدرك أنا المواطن المعتز بهويته الوطنية مثلي مثل جميع شعوب الكوكب , ما هي الحكمة وما هو الهدف من هذا الإسقاط !
كلمة الجامعة , كلمة طيبة مباركة لا يعارضها إلا عنصري مقيت , لكنها ناقصة تماما تحتاج إلى توضيح لإسم الهوية الوطنية التي يجب أن نجمع ونجتمع عليها !.
الصحيح التاريخي الذي يبدد كل الشكوك والتساؤلات والإحتجاجات , هو مسمى الهوية الوطنية الأردنية الهاشمية , وإن أراد الإصلاحيون تعزيزها بخاصية الإجماع , فلا بأس , ولتكن الهوية الوطنية الأردنية الهاشمية الجامعة مثلا , وما عدا ذلك , فهو ضرب في المستحيل وإثارة للشكوك والخلافات داخل نسيجنا الوطني الأردني الواحد بكل تلاوينه , ولست أتصور حكيما يقارب أو يقدم على أمر خلافي خطر كهذا الأمر .
الهوية الوطنية لكل بلد على هذا الكوكب , هي الإسم الرسمي له بموجب دستوره , ومسمى الهوية الوطنية الجامعة , هو نص لا يتضمن هوية , لا بل هو يحتاج عمليا ودستوريا وتاريخيا , إلى هوية تعرف بالدولة بإسمها وبهويتها التاريخية , وهي المملكة الأردنية الهاشمية .
ختاما , الإصلاح الحقيقي ممكن في كل باب ومجال , أما أن يذهب إلى شطب الهوية التاريخية للدولة وبوعي أو بغير وعي , فإن في ذلك منزلق جد خطير, لا يمكن لأحد الإنزلاق نحوه , إلا إذا كانت له أجندة خاصة يتوهم إمكانية تنفيذها بالفهلوة والشطارة ,وهذا من رابع المستحيلات!!! . حفظ الله المملكة الأردنية الهاشمية وطنا عزيزا لجميع مواطنيها من كل المشارب والأصول . هو سبحانه من وراء قصدي .