أكبرت ككثيرين غيري في وزير الدولة للشؤون الإعلامية الأستاذ صخر دودين إصراره على التحدث بلغتنا العربية في مؤتمر الأتصال الحكومي في الشارقة بدولة الإمارات العربية , خلافا لسواه الذين آثروا اللغة الإنجليزية ! .
دودين لم يتحدث بصفته الشخصية وإنما بإسم المملكة الأردنية الهاشمية , ولهذا بالطبع دلالاته العميقة التي تعبر عن إحترام الرجل للغته الأم برغم إجادته للغة الأجنبية .
ثم , أليست العربية هي لغة القرآن الكريم كتاب الله جل في علاه للبشرية كافة ؟ . ألم يقل الحق سبحانه إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ؟ . ألسنا عربا يفترض لا بل يجب أن نفخر ونعتز بلغتنا العربية ؟ . ونزيد , هل يعيبنا أم يشرفنا الحديث بلغة القرآن لغة أمتنا التي يرفع فيها الأذان وتقام الصلوات الخمس بين أوساط مليار ونصف المليار مسلم على إمتداد المعمورة شرقا غربا شمالا وجنوبا في كل يوم وليلة وإلى يوم الدين ؟ .
نسافر إلى دول أجنبية مثل روسيا فرنسا المانيا ونضطر أحيانا لسؤال أحدهم بالإنجليزية عن مكان ما فلا يجيبنا برغم معرفته بهذه اللغة , ولا يتردد كثيرون في القول , تحدث بالفرنسية أو بالألمانية , هذا إن أجاب !, والسبب هو فخرهم وإعتزازهم بلغاتهم الأم , وهم على حق طبعا.
الغريب العجيب أن كثرة كاثرة منا حتى داخل حدود الوطن يتعمدون الخلط بين العربية والإنجليزية في حديثهم , وذلك ظنا منهم أن ذلك مؤشر على تحضرهم على قاعدة كل أفرنجي برنجي ولا حول ولا قوة إلا بالله .
اللغة العربية أعظم شرف تشرف من يتحدث بها , لا بل هي عنوان حضارتنا وعقيدتنا وإيماننا وعلاقتنا بخالقنا سبحانه , فهل تخلي بعضنا عنها يجسد شيئا من فخرنا وإكبارنا لهويتنا العربية الإسلامية المشرفة أم خلاف ذلك؟
مرة ثانية , شكرا للوزير دودين الذي قدم درسا بالغ الأهمية للكثيرين منا الذين ذهبوا بعيدا في الإستخفاف بلغتنا العربية , وقال ضمنيا وعلنا أنه عربي يتحدث في مؤتمر يعقد ببلد عربي والأصل أن يتحدث بالعربية لا بغيرها . لغة القرآن الكريم تشرف الناطقين بها وغيرهم , وهي أعظم شرف يعتز ويعتد به كل عربي .الله من وراء قصدي .