كلما طرق موضوع مشاكل قطاع النقل العام زدت قناعة بأن بعض ممن تولوا التخطيط له كانوا ضيقي أفق.
أولا قطاع النقل, هو قطاع عام ومشاكله مثل مشاكل البطالة تشترك كل مؤسسات الدولة رسمية وأهلية في مسؤولياته كما تتقاسم مشاكله.
هذه ملاحظة رغبت في تمريرها قبل أن أسجل واحدة أخرى ظلت تطرق باب تساؤلات عن مدى الإستفادة من أخطاء سابقة أو الغفلة إن جاز التعبير عند التخطيط للطرق ومنه تصميم البنية التحتية للمدن في المملكة.
كنت أستغرب دائما كيف أن معظم المخططين وهم ممن درسوا في الخارج وفي بلدان أوروبية تحديدا وعلى نفقة الدولة, لم يهتموا في نقل ما رأته أم أعينهم من تجارب على الأقل في موضوع فتح طرق جديدة!!.
ها نحن نكرر ذات الأخطاء, فالشوارع الجديدة مثل ممر عمان التنموي وكريدور عبدون وقبلهما شارع الأردن, يخلوان تماما من التنظيم المتعارف عليه كأبجدية من أبجديات تصميم الطرق, فلا منافذ مخصصة للطوارئ ولا ممر خاص لحافلة تردد سريع ولا لمترو ولا حتى بضعة أمتار لتوسعة مستقبلية ولا لقطار لا سمح الله.
حجة المخططين للطرق في الحكومة ومنها تحديدا وزارة الأشغال وفي البلديات وفي المقدمة الوزارة وأمانة عمان, أن مثل هذه المشاريع لن ترى النور في الأردن فلماذا نتعب أنفسنا بتخصيص مسارب لحافلة لن تأتي أو لمترو لن يمشي أو لقطار لن يكون!!. ماذا لو أنك يا أيها المخطط الكريم يا من تمتعت بمشاهدة كل هذه الخدمات الأنيقة والمنظمة واستخدمتها لما كنت تدرس في عواصم أوروبية أو أسيوية مبتعثا من الدولة ماذا لو أنك أضفت في تصاميمك «العاقر» التي لن يستطيع من هم بعدك فعل شيء فيها, مسارب لكل هذه الوسائط من النقل الحديث وتركتها للمستقبل عل وعسى أن يتم فيها ما ظننت أنه مستحيل كما يحدث اليوم في مشروع حافلة التردد السريع وما ترتب عليه من إنفاق كبير وحلول هندسية صعبة بدءا من صويلح والى نهاية مساره.
ها هي أمانة عمان تكرر الأخطاء ذاتها في طرق جديدة لم تكن تحتاج فيها الى صرف مبالغ كبيرة لأغراض الإستملاك أو حلول هندسية صعبة ولا حتى سهلة فهي لم تخصص مسربا لحافلات التردد السريع ولا خطوطا قد تستخدم في المستقبل لمترو أو قطار خفيف في كريدور عبدون مثلا ولا في الممر التنموي من الزرقاء الى المطار مرورا بالماضونة ولم تفعل ذلك وزارة الأشغال عندما صرفت منحة إعادة تأهيل طريق المطار.
هكذا يكون ضيق الأفق عندما لا يرى بعضنا ما هو أبعد من أرنبة الأنف.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي