أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رسالة مفتوحة لرئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات

مدار الساعة,مقالات,الجامعة الأردنية,سيادة القانون
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: الدكتور صهيب علي الهروط

أتوجه إليك بداية بخالص التهنئة والتبريك بمناسبة التنسيب بك رئيسا للجامعة الأردنية وصدور الارادة الملكية السامية والغالية ، ونقول أعانك الله على حمل أمانة المسؤولية ، ولابد أن نقدم لك نصحاً مشوب بالخوف على هذه المؤسسة الوطنية الرائدة ومعاذ الله ان نقلل من حكمتك ورجاحة العقل التي تتمتع بها لإدارة هذه المؤسسة لبر الأمان.
معالي الرئيس؛
إن أولى المهام التي لابد أن تحتويها اجندتك ، هي التوجه نحو إعداد مدونة للسلوك خاصة (بالإدارات العليا) لمن يتقلد مهاماً أكاديمية أو إدارية داخل الجامعة ، وأن يلتزم بها وأن يحاسب من خلالها من يخطئ ، فالمسؤولية الأدبية والأخلاقية دائما على من يقبع بأعلى السلم أو الهرم الإداري ، وهو يحاكي مدونات السلوك الخاصة بالوزراء.
معالي الرئيس؛
إن إعادة الجامعة إلى بر الأمان ، تتطلب تصحيحا لصورة الجامعة أمام المجتمع المحلي وامام العاملين فيها، فيجب أن تكون الجامعة محبة لكافة من يقصدها ، وهو ما يتطلب أن تعود إلى دورها الرئيس والمهم في جذب القاصدين لها (باحثين وزوارا وعاملين ومحبين وخريجين ومستثمرين وغيرها الكثير)ليس طماعاً لشيء ، وإنما حباً وعطفاً من الأم لأبناءها ، فصدقني أن الصورة الموجودة حالياً يشوبها الخلل والترنح.
أما العاملون فإنهم يطالبونك بجعل أبوابك مشرعة لمظالمهم المشروعة وحتى غير المشروعة ، فلابد أن يتسع صدرك لشكواهم ، وأن تفتح ذراعيك لطلباتهم ضمن الامكانيات التي لا تضع أوزاراً فوق أوزار ، ولا تقصداً لهم من هنا أو هناك ، فالإدارة الحكيمة هي من توازن بين الأمور .
معالي الرئيس؛
إن القرارات الإدارية الموجودة على أرض الواقع في يومنا هذا ، تجعلك متأكداً أن الفكر الإداري الذي قد فرض ، والذي أعتمد على التفريخ والتنسيخ والاستنساخ للوظائف الإدارية دونما حاجة فعلية لذلك ، فنجد وظيفة واحدة مفرخة لثلاث أو اربع وظائف مشابهة ، ولا ننكر أن الفكر الذي اعتمد ، تبنى سياسة الاسترضاء والاسترخاء والبقاء ، دونما إكتراث للهدر المالي و الأكاديمي والإداري ، والذي أدى بالنتيجة إلى مزيدٍ من البيروقراطية المقيتة التي لا تخلو من التسويف.
معالي الرئيس؛
إجعل فريقك الأكاديمي والإداريُ قوياً من قوتك المعروفة ، فالإدارة القوية هي من تمنح القوة لباقي الفريق ، ولا نلمز لشيء معاذ الله ثانيةً ، ولكن المطلع لواقع الحال يرى قوة في جانب وضعفاً بارزاً في جانب آخر ، يتطلب منك جراحة لصدر الفريق لتعمل كل الوظائف بكل قوة ، مما سيساهم في التقدم الإداري الذي سينتج عنه نشأة قادة يقودون التعليم العالي مستقبلاً ، كيف لا والجامعة الأردنية ولادة للقادة الأكاديميين .
معالي الرئيس؛
المواقع الإدارية المنتمية وظيفياً لموقعك كرئيس للجامعة وباقي المواقع ، تنظر إليك بعين المستبصر لواقعها ، فالجامعة تزخر بالأكاديميين والإداريين المميزين ( ولا نزكي على الله أحد) ولكن مرت الجامعة بفترات وهزات وتلميحات وإقصاءاتٍ من هنا وهناك ، أدت إلى إخراج بعضٍ من هذه الفئات من مواقعهم دون أسبابٍ مقنعة وقانونية بل جلها شخصي ولا ننكر الخوف على الموقع ، مما ادى إلى خسران الجامعة للعديد من القضايا بأحكام قضائية رتبت أعباءٍ مالية هائلة على الجامعة ، وهي التي أربكت المشهد وسببت معظلات للإدارات ولا ننكر أن تبريراتنا ومسوغاتنا كانت ضعيفة .
والذي يستحضرني في هذا الجانب ، أن تخفيض الأعباء التدريسية ومكافآت اللجان يحتاج لإعادة النظر ، خاصة وأن جل الوظائف الإدارية يتقلدها أكاديميين وسار العرف مؤخراً على تسكين الإداريين في مواقع الأكاديمين ، وبالنتيجة زادت الأعباء المالية جراء هذا الفكر الذي يحتمل الصواب والخطأ ، ولكن ما هو مؤكد ؛ أن دكترة المواقع الإدارية وأدرنة المواقع الأكاديمية أحدث خللاً كبيرا في المنظومة برمتها ، والتي أصابها الهوان والضعف لابل الزوال في مواقع عديدة (لا مجال لذكرها).
معالي الرئيس؛
الجهاز الصدري والتنفسي للجامعة الأردنية؛ مثقلٌ بالمتاعب والويلات والصدمات ، وآن الأوان أن تتعدل البوصلة وأن توجها نحو مساحات التطوير والتجديد والتحديث الحقيقي الملموس، نريد تخفيفاً للعجز ، وبالمقابل لا نرغب تنشيفاً وموتاً لموارد البحث العلمي وضرورات الجامعة المطلوبة بشكل هوائي إيماناً بمقولة (مالو داعي).
معالي الرئيس، أخيراً ؛
نرجوك أن تبقى كما أنت ، الطبيب المحب للجميع ، الودود والرقيق مع من يطرق بابك ، العطوف مع الجميع (طلبة وعاملين وكل من يطرق باب الأردنية) ، دع شعارك هو النهج الملكي السامي (مبدأ سيادة القانون) بحذافيره دونما حاجة للتجميل المتبع والتنازلات التي حصلت ، ابحث عن المخلصين في دفاتر الأردنية وستجدهم حولك لإعانتك على هذه المسؤولية ، لا يبغون إلا العمل الصالح والمصلحة العليا للجامعة ، والتي تؤدي إلى رضا الله سبحانه وتعالى .
ابن الجامعة المخلص ..
الدكتور صهيب علي الهروط
مدار الساعة ـ