أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الكردي تكتب: ما وراء جولة وزير الخارجية الأمريكي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم خوله كامل الكردي

تكثف الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الدبلوماسية وذلك لتجلب مزيدا من التأييد لسياساتها تجاه ايران، وما جولة بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إلا لتقارب وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وإذ تعول الإدارة الأمريكية الجديدة على حشد أكبر عدد من المؤيدين لسياستها القائمة على أساس فرض عقوبات جديدة على إيران وتضييق الخناق عليها، ودفعها للاستجابة لشروطها فيما يخص الملف النووي الايراني.
وزير الخارجية الأمريكي يحاول الوصول إلى رؤية توافقية مع جميع جيران إيران، بالأخص العراق والذي يمتلك قاعدة عريضة من حلفاء إيران ومؤيديها من فصائل وأحزاب عراقية كثيرة مؤيدة وداعمة لها، والولايات المتحدة ربما تفكر في قطع هذا الدعم الذي توفره تلك الفصائل والأحزاب لإيران، وتقليص المساحة التي تتحرك فيها إيران في العراق والتي تعطيها متنفساً حيوياً لتخفيف الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فالعراق هي بمثابة الرئة للجمهورية الإيرانية، والولايات المتحدة تهدف إلى خنق تلك الرئة وتحويل إيران إلى دولة ضعيفة مستسلمة سهلة الاختراق والسيطرة عليها، وبالتالي تحقق هدفها باضعاف الجبهة المناوئة لها كروسيا والصين، إيران بدورها تدرك أهداف الولايات المتحدة جيداً وتحاول التعامل معها من منطلق النفس الطويل والحوار المبني على أساس تحقيق المصالح الإيرانية قبل كل شيء.
فهل يستطيع بلينكن باعتباره صانع السياسة الخارجية الأمريكية بتبني سياسة خارجية جديدة بشكل متواز مع كافة القضايا والأزمات العالقة على الساحة الدولية؟ ام سيحدو حدو سلفه بومبيو في التعامل مع قضية الملف النووي الايراني والأحزاب المناوئة لها في العراق، وتحديات الخروج الأمريكي من أفغانستان بشكل ابعد عن الواقع، إضافة إلى الملف الفلسطيني والذي يبدو أنه ستكون سياسته سياسة تتسم بالتاني قبل إتخاذ إجراءات قد تشعل فتيل حرب أخرى يكتوي بنارها الفلسطينيين ويزداد الضغط على القدس والاقصى، واستبعاد أي تسوية تضمن حلا عادلا ومقبولا لدى الشعب الفلسطيني، فسياسة ترمب جرت عليه سلسلة من المتاعب والآلام، خصوصاً بعد فتح السفارة الأمريكية في القدس ومماطلة إدارة بايدن في تغيير هذا المسار الذي اختطه سلفه ترمب ولاقى انتقادات من دول العالم.
إنها سياسة أمريكية واحدة مهما اختلف الرؤساء.
مدار الساعة ـ