د. مها فاخوري
سأكتب لا فقط كطبيبة... بل كأم لطفلة احلم لها بالامن الصحي كحق كما هو حق لسدين
وسأكتب كزميلة لطبيب يقوم صحفي غابت مهنيته بإطلاق حكمه عليه بالتقصير دون سماع اقواله
سأكتب كعضو هيئة عامة في نقابة صمتت صمت القبور ازاء ما تتناوله مواقع إلكترونية غابت مهنيتها تجاه المهنه والزملاء
وسأكتب كمواطنة اردنية تمتلك حقوقاً لا يجب ان تشحدها على أبواب الحكومات
امننا الصحي وأمن ابنائنا هو اولاً واخيراً مسؤولية كل مسؤول في هذا الوطن ...من رأس الهرم وحتى اصغر موظف يتعامل مع مواطن
الاعلام المهني المسؤول لا تقل أهميته عن اهمية المنظومة الصحية المنوط بها الحفاظ على امن المواطن الصحي
التقرير الصحفي الذي تناول قضية الطفلة سدين منقوص وغير مهني....حيث واضح انه مجرد نقل لقصص النسوة في بيت العزاء
إن أرادت الصحافة ان تكون السلطة الرابعة بحق فيجب ان تغوص في اعماق الحقيقة لتبحث في مكمن الخلل
اولاً رحم الله سدين والهم ذويها الصبر....والله والله ان دمعة طفل في وطني تحرق قلوبنا جميعاً.....فكيف لا يوجعنا وجعه ولا يقتلنا موته
الواضح من التقرير الصحفي رغم انحيازه وعدم موضوعيته.... ان الطبيب لم يهمل حالة الطفله ولم يقصر في اجراء ما استطاع من فحوصات ضمن الامكانات المتاحه
ما لا يقنعني في القصه هو موضوع تاخر الاعفاء من الديوان الملكي ...فبالرغم من تحفظاتي على الصوره التي يتم بها اختزال حق المواطن في العلاج بمكرمه.....الا ان كلمة الحق يجب ان تقال ....عملية الاعفاء تتم بيسر وسهوله وسرعه....احياناً نعطي المريض التقرير فيحضر الاعفاء خلال ساعة
كنت ساحترم الصحفي المحترم لو بحث اكثر في الظروف التي يعمل بها اطباء وزارة الصحه
هل سأل مثلاً عن عدد الاطباء الاخصائيين في هذه المستشفى وظروف عملهم؟؟؟ قبل ان يلوم التمريض والأطباء هل بحث في الامكانات المتاحه بين أيديهم
هل سال اهل الخبرة عن مرض السحايا والتهابات أغشية الدماغ الفيروسية وكم تقتل سنوياً على مستوى العالم ....حتى المتحضر منه
طبعاً لم يفعل اي شيء من هذا
وهنا يأتي سؤال المليون......اين هي النقابة.. وما هو موقفها ومن اطلاق بروتوكولات ضابطة للمهنه يدخل منها حساب عدد الاطباء على عدد الاسرة
قوانين المساءلة الطبيه عالمياً تقوم على اساس بروتوكولات وضوابط لكل اجراء علاجي ويدخل ضمنها عدد المرضى التي يستطيع الطبيب ان يعاينهم يومياً كي يأخذ كل مريض حقه كامل غير منقوص
وعدد العمليات التي يستطيع كل طبيب اجراءها يومياً دون ان تكون من وقت وحق المرضى وكي لا تتحول لتجارة واتجار
اين هم نوابنا واعياننا المطالبون بقوانين المساءلة..هلا طالبتم بضوابط للمهنة تبدء من تمكين القطاع العام وتحويله الى بيئه جاذبة للكفاءات لا طاردة لها
واين هي الصحافة الحرة...السلطه الرابعه الحقيقيه والتي تضع يدها على مكمن الخلل بدل من ان تساهم في زعزعة ثقة المواطنين باخوتهم الاطباء وحرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية وراء تراجع الخدمات الصحية