أخاطب في مقالتي هذه المؤمنين من أصحاب الرسالتين السماويتين اليهودية والمسيحية وأصحاب الديانة الإسلامية الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر وليس الكفار أو المشركين (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (التغابن:2، النساء: 48 و 116)). معتمداً على القرآن الكريم لأنه جاء مقراً بجميع الأنبياء والرسل السابقين وبجميع الكتب السماوية السابقة (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (البقرة: 4)). لأن مصدرها كلها واحد هو الله ووحيها واحد هو جبريل عليه السلام والوحدانية هي أهم أركانها وما جاء به الوحي من السماء من أركان الإيمان لا يختلف من رسالة لأخرى ولا في الديانة الإسلامية إلا إذا تدخل العنصر البشري بطريقة أو أخرى ليغير وفق أهوائنا ورغباتنا البشرية والتي لا بد أن ينكشف خللها بعد حين. هنالك ثوابت ومتغيرات لمعادلة حياة الإنسان ونهايته = العمر (ثابت) + الرزق (ثابت ومتغير) + شقي أو سعيد (متغير) + الجنة أو النار(متغير)، فالمتغيرات أكثر من الثوابت.
ثَابِت وَمُتَغَيِّرَات مُعَادَلَة حَيَاة وَنِهَايَة كُل إِنْسَان
مدار الساعة ـ
حجم الخط
متغيرات وثوابت معادلة حياة ونهاية كل إنسان كتبها الله له منذ الأزل وهي: العمر(وهو ثابت لا يتغير(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقين: 10 و 11))، الرزق (الرزق نوعين المكتوب وهو ثابت (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات: 22 و 23))، والرزق المتغير وغير المكتوب هو من فضل الله وهذا يأتي بالدعاء التالي: اللهم أرزقني من فضلك وأنت خير الرازقين تسأل الله بعد الإنتهاء من التسابيح بعد كل صلاة ). متغير سعيد أو شقي ، ومتغير الجنة أو النار وهذين المتغيرين يتغيران بالدعاء تصديقاً لقوله تعالى (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (الرعد: 39))، وتدعو الله كما كان يدعو الخلفاء الراشدون والصحابة والصالحين: اللهم إن كنت كتبتني من الأشقياء فأمحه وأكتبني من السعداء وإن كنت كتبتني من أهل النار فأمحه وأكتبني من أهل الجنة. وبالطبع حتى يستجاب الدعاء لا بد من أن يتوفر لدينا شروطه في الآية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186)).