مدار الساعة - بقلم الدكتور عبدالله ماجد جبارة
إنتهت مئوية التأسيس وبدأت المملكة مئوية ثانية من التعزيز وبات واضحاً بأن جلالة الملك هو من سيقود هذه النهضة بدءاً منه بتشكيل لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية , نبض الشارع الاردني كان متعطشاً لمثل هذه الخطوات الاصلاحية الجادة خصوصاً بعدما مرت المملكة بعدة ازمات داخلية وخارجية وعلى رأسها أزمة كورونا التي القت بضلالها على معظم قطاعات المنظومة التنموية.
كان لابد وأن نرى على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بعض من الردود السلبية على اللجنة مشككين ومقارنين بها بعدة لجان سابقة , في الحقيقة هذا التصادم والتشابك الايجابي الذي نبحث و نأمل لكن يجب علينا نكرس مبدأ "الاختلاف لا يعني الخلاف" فعلى اللجنة وأعضائها العمل على نهج واضح يليق بأردن أفضل لردم فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة من حيث توجه أو قانون أو حتى موقف.
إن الصلاح السياسي هو الركيزة الاولى للتنمية المجتمعية والتي تودي بنا الى تحقيق ولو جزء بسيط من مفهوم التنمية المستدامة و التي ينادي بها جلالة الملك من خلال أوراقه النقاشية دوماً.
بلا شك لا يمكن ان تترسخ الممارسات السياسية الحقيقية الا في ظل بنية ثقافية تقوم على المشاركة وحرية العمل السياسي للقوى والتنظيمات السياسية المختلفة وتكريسها في إطار بنية سياسية ملائمة تمتزج بها روح المواطنة والولاء والمشاركة من خلال جعل الأفراد مواطنين فاعلين ومشاركين نشطين في ادارة شؤونهم العامة وتشاركية صنع القرار لتتوازى مع رؤية جلالة الملك ومطالب الشارع الاردني فالمرحلة الان بحاجة لبناء بنية أساسية صلبة قابلة للتطوير من قبل الأجيال القادمة لضمان تحقيق حاجات الحاضر و المستقبل وهنا نكون قد قطعنا الخطوة الاولى لتحقيق استدامة عادلة شاملة تنموية تنهض بأردن حديث يمتاز ببرلمان ديمقراطي حزبي برامجي يؤمن بالتعددية وأن يكون على توافق مع مطالب المرحلة وهذا ما اكد عليه جلالة الملك خلال افتتاح الجلسة الاولى للجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسي
دمج الشباب كأعضاء داخل اللجنة الملكية هو كان المفتاح أساسي لبداية مفصلية جديدة في عمر الدولة الاردنية من خلال خرط الشباب في صنع القرار خصوصاً بعدما كانت الثقة تزداد فجواً بين الشباب وصناع القرار وحجم الاستبعاد الاجتماعي والسياسي للشباب كبيراً رغماً أن قاعدة الهرم السكاني في الاردن هي قاعدة الشباب لكن الان كأعضاء في اللجنة الملكية مسؤولين و مسائلين أمام الشارع الاردني خصوصاً وأن جلالة الملك ضمن أمام الأردنيين والأردنيات كافة، أن نتائج عمل اللجنة وتوصياتها ستتبناها الحكومة، وتقدمها إلى مجلس الأمة فورا ودون أي تدخلات أو محاولات للتغيير أو التأثير.
يعول على اللجنة وأعضائها الكثيرخصوصا الاعضاء الشباب لانهم هم نواة التغيير لمستقبل يليق بالاردن فرغم التحديات التي سنواجه و أنا على يقين تام بأنه ستكون أدوات الحوار وقنواتها مفتوحة من خلال اشراك جميع فئات الشعب الاردني من خلال اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة كما أمر جلالة الملك فالحوار هو الأساس والتوصيات هي الفيصل.
حمى الله الاردن ووفقنا لخدمة هذا البلد العظيم