أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مساعده يكتب: غسيل الأدمغة عملية تستهدف الشعب الأردني

مدار الساعة,مقالات,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: جهاد أحمد مساعده

يتعرض الأردن اليوم إلى هجمة شرسة، تستهدف الوطن وقيادته، وتعمل بعض الجهات الداخلية والخارجية إلى زعزعة أمنه، لذلك فقد نشطت تلك الجهات إلى توجيه حملات منظمة لغسل أدمغة الأردنيين من خلال تكثيف خطابهم بصورة غير مسبوقة لشق الصف بين الشعب والقيادة.
ومن الملاحظ أن الشعب اليوم بكامله أصبح يتعرض إلى عملية التشكيك بثوابته الوطنية التي يؤمن بأنها خط أحمر، وأنه لا مساومة عليها، ولكن العملية المنظمة التي تقوم بها تلك الجهات نجحت في تغيير اتجاهات بعض المواطنين نتيجة للغياب الإعلامي الرسمي، وإبعاد المواطن الكفؤ عن موقع المسؤولية، وللترهل الإداري الذي أصاب كثير من مؤسسات الدولة، وانتشار الفساد بها.
إن غياب الحكومة عن هذا الموضوع الذي يهدد كل مواطن أردني، يستدعي ضرورة تدخل الدولة الأردنية في أعلى مستوياتها لحماية عقول الشباب، فالحماية مسؤولية مشتركة وتضامنية تسهم في النهوض بها كافة شرائح المجتمع والمؤسسات التربوية والشبابية، لذا كان من الواجب التحرك السريع من المفكرين ورجال الثقافة والإعلام لمجابهة هذا الفكر والتصدي له، فالفكر لا يحارب إلا بالفكر وإن قوة الكلمة الصادقة المؤمنة بالثوابت الوطنية أشد قوة وتأثيرًا من قوة الأسلحة.
إن الجهات التي تبث رسائلها يوميًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة الوطن وقيادته تندرج ضمن النقاط الآتية:
(1) الهدف من غسيل دماغ المواطن
- تغييب عقل المواطن ومسخ شخصيته وهويته الأردنية: وتلك الجهات لا تتحدث عشوئيًا بل تقوم بعملية غسيل الأدمغة من خلال الحشو الإعلامي بهدف تغيير المعتقدات والأفكار بأخرى إيديولوجية.
- التركيز على الجانب النفسي للمواطن وتغيير اتجاهاته نحو ثوابته الوطنية والكفر بها: فتلك الجهات تعمل على عملية ضبط لعقل المواطن وما يعتقد به، وتحويل ذلك المعتقد إلى فكر أو معتقد متناقض بغرض تبنِّي الفكر الجديد.
- التنوع والتجديد: تستخدم تلك الجهات عمليات متجددة لغسيل الدماغ بشكل مقصود لإحداث التأثير على فكر المواطنين.
- الوصول بالمواطن الأردني إلى التعبير عن حالات التحول والانقلاب في الأفكار والاتجاهات إزاء الثوابت الأردنية، ونشرها في المجتمع وبمحتلف الوسائل.
- إضعاف الوطن ومؤسساته الدستورية من خلال اتباع أسلوب التلبيس والتدليس على المواطن من خلال خلط المعلومات الصحيحة بالمعلومات الخاطئة.
(2) هندسة العقول وغسل الأدمغة
- يُعتبر غسل الدماغ هو كل تأثير خارجي ممنهج هدفه التعديل في الأفكار والآراء للمواطنين لتتوافق مع آراء وأفكار ومعتقدات تلك الجهات.
- التلاعب بالعقل البشري من خلال استخدام عدد من الأساليب والطرق التي تستخدم في إيصال المعلومات.
- تتم عملية هندسة العقول بشكل تدريجي، بحيث يتم تزويد المواطن بالمدخلات المراد ترسيخها في الدماغ بشكل تدريجي والعمل على إعادة برمجته وهندسته، حيث لا يدع للمواطن فرصة للتفكير.
(3) التقنيات والتكتيكات المستخدمة في عملية غسل الأدمغة
- طرح مجموعة من الخيارات أمام المواطن والتلاعب بها حيث تكون النتيجة ما تريد تلك الجهة تحقيقه، ويتم خلال هذا التكتيك إعطاء المواطن مجموعة من الخيارات مع التأكّد بأنه مهما كان الاختيار فإنه سيعطي ذات النتيجة المرسوم للوصول إليها.
- تكرار العبارات والأفكار بشكل مستمر، حيث يُعتبر التكرار هو المفتاح الرئيس في عملية غسل الدماغ، فكلما تم تكرار المعلومة فإنها مع مرور الزمن ستتركّز في الدماغ، وسيبدأ المواطن التصديق بها.
- التركيز على الجوانب العاطفية للمواطن، حيث تعتبر العواطف من أبسط الأمور التي يمكن التلاعب بها، وبالتالي سيصبح المواطن تحت سيطرة تلك الجهة.
- إزالة الوعي الذاتي والمسؤولية، حيث يتم ذلك بأن تجعل الناس يعتقدون بأنهم عاجزون عن القيام بأي شيء لأجل نيل الحرية والاستقلال، وبالتالي يتولّد لديهم الشعور نحو التمرّد على المبادئ والثوابت الوطنية.
- تغذية الأشخاص بأفكار محددة، ووضع هذه الأفكار بشكل مجزّأ داخل مجموعة كبيرة من المعلومات، وذلك لترسيخها بالدماغ بشكل غير ملاحظ.
- إشعار المواطنين بالخوف والقلق، حيث أن تلك الجهة تقوم بخداع المواطنين وجعلهم يعتقدون بأن الوطن وقيادته في حالة ضعف وخطر، ويعتبر هذا النوع المستخدم من أقوى أنواع السيطرة على المواطنين والتحكّم بهم.
وبناء على ما سبق فإن هذه التقنيات تستخدم بشكل مستمر ومن أكثر من جهة، وهي في الواقع مخيفة لأنها تعرض المواطن أن يكون ضحية للسيطرة على دماغه والتلاعب به.
(4)الأسباب التي تعتمد عليها الجهات لغسل الأدمغة
أن من يحاولون غسل الأدمغة فإنهم يميلون إلى اختيار المواطن الضعيف سريع التأثر، فتلك الجهات تستهدف في خطابها الإعلامي الأشخاص الذين يمرون بفترات صعبة من حياتهم، وتحاول استغلال بعض الأسباب الحقيقية – حق أريد به باطل- لتنفيذ مخططاتهم، بسبب ضعف بعض الحكومات في إدارة ملف الشأن الداخلي، ومن تلك الأسباب التي تعتمد عليها تلك الجهات:
- غياب العدالة الاجتماعية: حيث تركز تلك الجهات أن المواطن يمر بظروف صعبة نتيجة غياب العدالة الاجتماعية وأن حقوق المواطنين سلبت من جماعة ذات نقوذ في الدولة.
- عدم تكافوء الفرص بين أفراد المجتمع، وأن هناك وظائف معينة لا يمكن إشغالها إلا من قبل أشخاص من طبقة محددة ومعينة في المجتمع.
- الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين حيث تخلق حالة من التأزيم في المجتمع وبث الفوضى، مما تدفع المواطن بتقبل الأفكار الغريبة عن ثوابتنا الوطنية.
- تقديم بعض المسؤولين تسهيلات استثمارية لطبقة معينة، وتهجير بعض المستثمرين نتيجة لغياب الشفافية، ووجود الوساطة والمحسوبية.
- عدم وجود مشروعات حقيقية لتشغيل المعطلين عن العمل، وانتهاج الحكومات زيادة التقشف بالانفاق على حساب الاستثمار بقدرات الشباب، وخلق مشاريع لهم.
- فقدان كثير من العاملين لوظائفهم وخوفهم من المستقبل
- إسناد الأمر إلى غير أهله، وتعيين القيادات العليا في مؤسسات الدولة بناء على الوساطة والمحسوبية والعلاقة مع أصحاب النفوذ وليس على الكفاءة والجدارة.
(5) الخلاصة
ومن هنا يجب على الحكومة الاعتراف بالأخطاء ومعالجتها بكل مسؤولية وشفافية وعدم إتاحة الفرصة للمتربصين بأمن الوطن، فالأفكار التي تبثها وتنشرها تلك الجهات سرعان ما تتحول إلى كلمات والتي بدورها تصبح اتجاهات وسلوكات مدمرة، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، فالشباب محبط نتيجة ما يمر به من ظروف اقتصادية صعبة مما تجعلهم تربة خصيبة لزراعة تلك الأفكار الهدامة التي تسعى تلك الجهات لزرعها في أدمغة الشباب.
ولكي يتعلم الشباب السلوك القويم ونرشدهم إليه لا بد من غرس الأفكار الرشيدة في عقولهم قبل أن تزرع تلك الجهات في عقولهم الأفكار المزعزعة لأمننا الوطني، وأن نعمل مع الشباب بكل إخلاص للنهوض بمشاريعهم الوطنية، فلا مشروع أهم - في هذا الوطن - من مشروع الشباب، فهم الواقع الحقيقي الذي ينهض بالوطن ويحميه.
فنحن نريد من الشباب أن يمتلكوا العقل المقاوم لمجابهة الأفكار الغريبة عن ثوابتنا الوطنية لا العقل المقاول الذي يهدم البنيان، ونريد منهم أن يميزوا بين العقل المساير الذي يمشي مع القطيع دون معرفة، وبين العقل المغاير الذي يعمل على التغيير والتطوير، ونريد منهم أيضًا أن يكون لديهم العقل الفاعل الذي لا تَفُوتُهُ شارِدة ولا وارِدة في المساهمة ببناء الوطن، لا العقل القابل الذي يترسخ بتفكيره كل سائبة وشائبة.
مدار الساعة ـ