انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

مفهوم رجل الدولة في الأردن

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/28 الساعة 15:31
حجم الخط

كتب: حازم غالب الفايز

المفهوم العام لرجل الدولة الذي توكل له مسؤولية مهمة في الدولة كما عرف من قبل الكثيرين هو الرجل الذي يهب نفسه وما يمتلك من مواهب وقدرات وموارد لخدمة المجتمع والوطن وهو الرجل الذي ينتظر منه ان يقدم كل ما لديه لخدمة وطنه
إن هذا التعريف يبعث على الراحة والتفاؤل والثقة برجل الدولة وما سوف يحققه من أجل مستقبل مشرق وتكريس رجل الدولة نفسه لخدمة مجتمعه ووطنه هو أرقى صور التضحية والعطاء وإيثار الغير
وان تكون المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات و العمل على تحقيقها هو الغاية الأسمى
ان تاريخنا اظهر لنا الكثير من الذين ينطبق عليهم مسمى رجال دولة لما كان لهم من أثر جميل وفكر منير وحكمة وحنكة تمكنوا من خلالها تحقيق الكثير من أجل الدولة وكيانها وكينونتها و دوامها و ديمومتها فكانوا كأوتاد غرست بارض الوطن رفعت فوقها اساسات الدولة وهو كما يطلق عليهم الاوائل أو الرعيل الأول الذين ينطبق عليهم مسمى رجل الدولة
فهم الذين قدموا كل ما في جعبتهم وما يمتلكون حتى حياتهم نذروها للوطن دون تردد ولم ينتظروا شيئا بالمقابل فهي جبلتهم التي جبلوا عليها من شرف وعزة وأنفه وكبرياء وشموخ وفراسه وفروسية وأخلاق واحترام فكانت مبادئ لديهم راسخة لا يساومهم عليها أحد ولا يحرفهم عن مسارها شي ولا غاية
فكانت مواصفات رجال الدولة فيهم أصيلة نشأوا و وتربوا عليها واكسبتهم الحياة الحكمة والحنكة و الخبرة لما عاصروه من تقلبات في كافة نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
فلقد قدموا النصيحة والمشورة في الوقت والمكان والموقف الصحيح دون مزاودة أو مطلب لحاجة شخصية
فورث عنهم هذه الصفات رجال صناديد استمروا على نهجهم ودافعوا عن تراب الوطن و أرضه وحدوده في زمن الحروب والأيام العجاف الصعاب
استوقفتني بعض المقالات أثناء مطالعتي لمفهوم رجل الدولة فوجدت أن الكثيرين قد وضعوا صفات يجب أن يتمتع بها رجال الدولة الذين توكل إليهم مهام كبرى لخدمة المجتمع والوطن فكان منها الاستقامة الشخصية والنزاهة المشهود بها والقدرة على التفكير المنهجي والاستراتيجي وإنتاج الأفكار والحلول وأن يكون صاحب إنجاز مشهود له في الشأن العام وتقديم المصلحة العامة على الشخصية وأن يكون له حضور دائم في المشهد العام وأن يكون له رؤية مستقبلية واضحة في مجالات الشأن العام والانفتاح والتواصل مع أبناء المجتمع كافه وأن يمتلك عقلاً وفكراً سياسياً قادراً على رؤية المشهد وأن تكون له القدرة على الادارة والقيادة
استرجعت بلمحة قصيرة بعض الشخصيات التي ساهمت في تأسيس الوطن وقاتلت في سبيل الله وسبيل الوطن ووجدت أن كل هذه الصفات كانت فيهم وكأنها مشتقة منهم وأخذت من أساليبهم في الحياة وتعاملهم مع كل الظروف التي أحاطت بهم
فكانت هذه الصفات بطبعهم وطبيعتهم ركائز أساسية وليست مقتصره على فئة بعينها بل كانت صفات اغلب الرجال توارثوها أبتً عن جد فلم يكن هناك ما يعيق تكليف المهام الكبرى في الدولة لخدمة المجتمع والوطن لأي من تربى ونشأ على تلك الصفات فهي أصيلة فيهم وهم الأقدر على القيام بتلك المهام بكل جدارا كونهم متعلقين بإرث آبائهم وأجدادهم الذين أسست أفعالهم واخلاقهم وقيمهم مواصفات رجال الدولة وزرعوا فيهم مفهوم الواجب المقدس المنوط بهم تجاه اهلهم ووطنهم
وهنا نحن بحاجة إلى وقفة طويلة للتفكر في ما كان ونظرة عميقة وثاقبة لما سيكون والعمل على إعادة الفهم الدقيق و العميق لتلك الصفات والمواصفات و وجوب وضعها كأسس وضوابط يجب توافرها في كل من توكل إليه مسؤولية مهمة في الدولة لخدمة الوطن والمواطن إذا ما افترضنا أن هذه الصفات لم تعد موجودة في العموم وانه يجب البحث الحثيث عن من يمتلكها
فإن من يمتلكها قادر على القيام بالمهام الموكلة له بامانة
حمى الله الأردن و حفظ شعبه واعز قائده

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/28 الساعة 15:31