أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العساف يكتب: هم العدو فاحذرهم

مدار الساعة,مقالات,قطاع غزة,الضفة الغربية,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط
بإعلانه، منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر منذ 15 سنة، تأييده حق الكيان الصهيوني بالدفاع عن نفسه، جعل الرئيس الأميركي (الديمقراطي) جو بايدن الولايات المتحدة شريكةً في كل الجرائم التي ترتكب ضد أهلنا في غزة وعموم فلسطين المحتلة.
إبلاغ بايدن رئيس حكومة العدو الصهيوني بذلك، يعني، ببساطة متناهية، التصريح لآلة القتل والتدمير الصهيونية ضد أهلنا في غزة، وبالطبع، المدنيون والأطفال على رأس قائمة الأهداف المرصودة.
بايدن، وسلفه سيء الذكر ترمب، لا يختلفان عن بعض عندما يتعلق الأمر بنصرة الكيان الصهيوني العنصري بالمطلق، فهذا ثابت لا يتغير في السياسة الخارجية الأميركية عند الديمقراطيين والجمهوريين.
وبايدن وافق أخيرا على صفقة بيع أسلحة "عالية الدقة" لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار. وأخطر الكونجرس الأميركي بذلك في الخامس من الشهر الحالي، أي قبل بدء العدوان الصهيوني بأسبوع، ما يثبّت شراكة واشنطن في المجازر وجرائم الحرب التي ترتكب حاليا ضد الفلسطينيين.
وفوق ذلك، وعلى رغم ادعائها حرصَها وسعيها الدؤوب لوقف ما تصفه بـ"العنف" في المنطقة، فقد عملت واشنطن، وتعمل بدأب على إفشال أي قرار أو حتى بيان خجول من مجلس الأمن (الدولي) لوقف ما تدعوه، وبعض حلفائها، بـ"التصعيد" بين الفلسطينيين والصهاينة.
وما استعجال بايدن أخيرا حكومةَ الاحتلال لتسريع انتهاء العدوان وعدم إطالة أمده إلا نتيجة لفشل العدو في حسم عدوانه، وللحرج الشديد الذي تتعرض له إدارته بسبب الانتقادات داخل الكونجرس لموقفه "المتراخي" في إنهاء العدوان، وللمظاهرات غير المسبوقة التي جابت شوارع مدن أميركية عديدة ضد جرائم الكيان الصهيوني وتساهل البيت الأبيض معها، والانتقادات الحادة في وسائل الإعلام الأميركية والدولية للموقف الأميركي المنحاز بكلّيته للكيان الصهيوني.
هذا كله يؤكد، بصورة جلية، حقيقةً لم تتغير منذ أكثر من سبعين عاما، بأن الولايات المتحدة الأميركية هي "العدو التاريخي" للأمة العربية، بل هي العدو الأول للعرب، وما الكيان الصهيوني (الهجين) إلا أداة لهذا العدو، وهدفه الأساس هو إدامة الفرقة والانقسام بين أمة العرب وإبقاؤهم مشرذمين لتسهل الهيمنة عليهم، خدمة لمصالح أميركا، والغرب، الاستعمارية في العالم العربي، الذي، للأسف، صار يسمى "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" لتيسير نمو النبتة الشيطانية المسماة (إسرائيل) داخله.
الفلسطينيون، المدافعون عن شرف الأمة، يُقتَّلون بالسلاح الأميركي على أيدي الصهاينة، هو ذات السلاح الذي دمّر العراق الشقيق.
والحصار والتجويع ومحاولات الإذلال والتركيع وكسر إرادة الصمود في مطلع كل يوم، تجري بدعم وحماية أميركيتين.
هذا كله معروف، ولا شيء جديد فيه عند كثير من العرب، غير أنه يستدعي إعادة التذكير (إن نفعت الذكرى)، ونحن نشاهد هرولة حكام الهياكل الكرتونية العربية تجاه السيد الأميركي في واشنطن، (بعضهم يهرول صوب تل أبيب) يستصرخونه للضغط لوقف (التصعيد)، ليس حبا بالفلسطينيين أو شفقة عليهم أو بداعي الأخوّة العربية والإسلامية، وإنما لأن المقاومة الفلسطينية الباسلة، واتّقاد جذوتها، فضحتهم وعرّتهم وكشفت خياناتهم لأوطانهم وأمتهم ومتاجرتهم بقضية العرب والمسلمين الأولى.
صمود غزة، وفزعتها للأقصى ولأهالي حي الشيخ جراح، وتوحُّد الفلسطينيين جميعا (في قدس الأقداس وفلسطين المحتلة (عرب الداخل الفلسطيني) والضفة الغربية المحتلة وغزة المحاصرة وفي المَهاجر، سحبت البساط من تحت أقدام جميع الأنظمة المتهرِّئة وكشفت ضعفها (إلا على شعوبها) وأسقطت زيف شعاراتها من ادعاءات الممانعة ونصرة فلسطين ودعم أهلها.
أيضا هذا ليس بجديد لكثير منا.. إذن ما الجديد؟؟
طبعا ستجد الكلمات التاليات رفض "الذين في قلوبهم مرض" و"المرجفين" و"المخلَّفين" من المتصهينين.. لا يضيرنا رفضهم وطعنهم، قد عرّفنا الله بهم.
ما يفترض بنا جميعا نحن أمة بلاد العرب أوطاني، أن نعود إلى جذر المأساة وسبب ديمومتها، ونؤشِّر إلى العدو الرئيس لأمتنا ونوجه أنظار جميع أحرار العالم إليه، بمن فيهم الشعب الأميركي نفسه، وأن نعتبره عدونا الأول، وما الكيان الصهيوني إلا ربيبته المدللة..
بتقديري، أن علينا، منذ الآن، أن نتخذ كلَّ (وأيّ) إجراء وفعل نضالي (سلمي) ممكن ضد الولايات المتحدة، وأن نجعلها مدانة تماما كما الكيان الصهيوني الغاصب..
ولدينا نحن الشعوب العربية، وجيل الشباب العرب الناهض الذي أثبت أنه حي ومقاوم وفاعل، على الأرض وفي الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. الكثير الكثير من الوسائل وأدوات الضغط والتأثير.. التي تسهم في جعل أميركا تتوقف وتعيد مراجعة حساباتها.. وليس أقلها سلاح المقاطعة...
فهل نحن فاعلون؟؟؟
مدار الساعة ـ