بقلم رأفت القبيلات
الفلسطينيات هُنَّ الجميلات، هُنَّ يصّنَعنَ شرفاً يسمى وطن
هل انتبهتم لإبتسامتها؟! ففي إبتسامتها نصر، وفي محياها عزة وفخر وإباء... هي كان تقول في إبتسامتها :" وإن فرغ الرصاص، سأكون انا المسدس"
استذكر هنا ما قاله درويش :"يا أيها الموت انتظر"
لأقول انا : لا تنتظر ايها الموت، تجلَّ بتفاصيلكَ المُظلِمَة، فإبتسامتها شمسٌ تنير الطريق.
مريم ملكت قلوبنا جميعاً وتحزمت بها، فباتت بين يديها بندقية إن شاءت أطلقت منها كومة رصاص في صدور العدو وان شاءت نظفتها وتحزمت بها، المُهِم اننا لن نخذِلها ابداً.
انا لا أكتب شعراً ولا مقالاً، كل مافي الأمر أنني اكتب فلسطين وطناً بوجه مريم الجميل، فمثلك يا صغيرتي مهرها قصيدة لن تكتب، ورصاصة تنامُ في صدر اخر محتل، ووردةٌ يقطفها لكِ من هو عائدٌ من الجبهة.
منذ بداية أزمة حي الشيخ جراح ونحن لا نمتلك الكلمات، فنحن عاجزون عن وصف المشهد.. فالمشهد يتلخص بما يلي
"لا بَردَ هنا يا أمّي إلا بردُ الموقفِ
فأنا أتكلّمُ مع اللهِ كلّ صباحٍ وكلّ مساءٍ في هذهِ العتمةِ
أنا لمْ أمُتْ يا أمّي
هكذا قالَ الشهيدُ المحاصرُ في صقيعِ الثلّاجةِ"
ابتسامة مريم تقول أيضاً :
"أنا وطنٌ تستطيعُ أنْ تَسترخي على صَدرهِ الدافئِ وأنْ تنامَ بأمانٍ إلّا إذا وَصّلكَ رأسُ الخِنجرِ العابرِ عبرَ ظهريَ المكشوفْ"
.....
كم مرةً سنموت؟! كم مرةً سنحيا؟! مريم داعبت مشاعرنا، وقلوبنا، فأرهقتنا حد التشظي، مريم فتاةٌ لا تعرف إلا لغة الانتصار، الانتصار وحده ابن مريم، يتساقط جنود الاحتلال حولها وهي صامدة باقية متجذرة، لا تلين ولا تنحني.
ما الانسانُ دون حرية، دون وطن، دون أقصاه يا مريم؟! هذه الأرض يا عزيزتي لا تحررها مفاوضات، ولا ( مقولات عباس)، ولا تحررها دعواتٌ في زوايا الصوامع والمساجد، هذه الأرض تحتاج بحراً من الدماء، و تحتاجكِ أنتِ و تحتاج المرابطين المقاومين، هذه الأرض تَحتاجُ ابتسامة مريم.