انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

بوابة الديوان الملكي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/27 الساعة 20:32
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: حازم سالم الضمور

بالتزامن مع ما يحصل في بلدنا الحبيب من أحداث ومواقف مفصلية وتعاطيه مع تحديات صعبة، ومواجهته لمزيج معقد ومُركب من الأعداء والأصدقاء الأعداء، فإنه من الضروري أن يكون هناك وعي ورصد متقدم، وتحليل عميق للعلاقة بين مجمل الأحداث ومن ينقلها وكيف ينقلها.

خلال التفكير في دراسة بعض الأمور التي نعيشها في الفترة الأخيرة في الأردن، تذكرت إحدى حلقات المسلسل الأمريكي الشهير هوم لاندHome Land- ، والذي عرض على نيتفلكس، وتحديدا في الجزء السابع؛ ففي الحلقة الرابعة، كانت الحكومة الأمريكية تتفاوض مع مجرم هارب مطلوب للدولة بتهمة بث مواد تحريضية، وتفرض طوقا أمنيا على المكان الذي يحتمي فيه الهارب الذي يحتمي بمجموعة من الناس الريفيين المسلحين في بلدة لوكسافيل.

في ثالث أيام التفاوض حصل اشتباك عرضي بين الحكومة -قوات التدخل السريع- والمجموعة المسلحة أسفر عن إصابة شاب بعمر 16 بطلقة غير مميتة، واستطاعت المجموعة المسلحة خطف عميل FBI ليزداد الموقف تعقيداً، وسط متابعة الصحافة الأمريكية لمجريات الأمور أولاً بأول.

بعد ذلك؛ وافقت الحكومة الأمريكية وفريق التفاوض على إرسال سيارة إسعاف لنقل الشاب المصاب إلى المستشفى وإنقاذ حياته وهذا ما تم فعلاً.

وصل الشاب المصاب للمستشفى وتم إدخاله بسرعة لغرفة العلاج، في هذه الأثناء كان هناك ضابط استخبارات روسي يتابع الموقف - أي الأزمة بين الحكومة والمجموعة المسلحة- ويبحث عن طريقة لاستغلالها وإثارة الفوضى.

استطاع العميل الروسي أن يتسلل إلى غرفة العلاج الأولية ويلتقط صورة للشاب المصاب بدون وجود الكادر الطبي، ونشرها عبر مجموعة حسابات على تويتر وكتب عليها تعليق "المباحث الفيدرالية تترك الصبي ينزف حتى الموت"؛ علماً بأن الصورة غير حقيقية والشاب يتعافى، لتنتشر الصورة بصورة جنونية، وتصل الأخبار المزيفة والمفبركة والمُضللة لأهل الشاب،

ليقوموا فوراً بدون التأكد من صحة موت ابنهم، بإعدام عميل FBI المختطف لديهم، ليبدا على إثر ذلك هجوم قوات التدخل السريع الحكومية على المجموعة المسلحة، مما أسفر عن مقتل 19 شخص بينهم 3 أطفال، ويصبح الأمر قضية رأي عام وتمرد ضد الدولة ومؤسساتها.

هذا العمل الدرامي الضخم قدم محاكاة شبه دقيقة للعمل الاستخباري والتضليل وإخفاء الحقائق، وكيف يمكن أن يساهم خطاب الكراهية والرسائل السياسية الضارة إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

ما أود قوله هنا؛ إن الخبر المفبرك والمعلومة غير الدقيقة عندما يتم ترويجها لإحداث فوضى مبرمجة، غالباً ما تنجح في ذلك، خصوصا في جو مُحتقن! لأن هناك خيطاً رفيعاً بين حرية التعبير والتحشيد للفوضى وإنتاجها.

فالديوان الملكي لم يُهاجم ليلة أمس من قبل أبناء الأردن، والحرس الملكي لم يصوب النار لصدور أبناء الأردن، ما حدث كان في سياق معين بغض النظر عن عدم صواب الأمر، وهناك عدد من الأحداث التي أخرجت من سياقها وتم توظيفها لمصالح معينة كلها ضد الأردن وشعبه وقيادته.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/27 الساعة 20:32