الأردن يجسد إنموذجًا سياسيًا فريدًا في المنطقة العربية والعالم بما تشكله تجربته في الحكم من مدرسة ترتبط فيها علاقة الشعب بقائده جلالة الملك برباط مقدس عمدته ثورة العرب الاحرار ومعهم شعب الاردن العظيم مع جده عبدالله الاول طيب الله قبل قرن من الزمان وعززتها علاقات جده طلال طيب الله ثراه وأبوه الحسين الباني رحمه الله رحمة واسعة مع الشعب ولذلك فليس من الغريب أنْ يستمر جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني في ذات النهج ولذلك فرسائل كثيرة تضمنتها توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقاءاته العديدة التي عقدها مع شخصيات وازنة أو اعلامية أو عبر اجتماعات رسمية في الفترة الماضية للحديث عن جملة من القضايا المحلية والاقليمية والدولية بمكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن أبرزها رفض الإهمال والتقصير في العمل العام، وضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته الوظيفية والأخلاقية تجاه الوطن والمواطن واضعًا مصلحة المواطن وخدمته وسلامته على سُلّم الأولويات الوظيفية للعمل في القطاعين العام والخاص، ما يعكس الاهتمام الكبير بأوضاع المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم ومستقبلهم ومصالحهم رافضًا للفساد والإهمال كثقافة اجتماعية ومطالبًا من الجميع النأي بالمجتمع الاردني عن هذه الآفات التي لا تَمُت بأي صلة لثقافته وأخلاقه وموروثه العميق من قيم الرجولة والكرامة التي صنعها الآباء والأجداد ممن أسّسوا هذا الوطن.
وفي الموضوع الفلسطيني تعكس أحاديث جلالة الملك استمرار الدعم المطلق للشعب الفلسطيني في قضيته من أجل اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس التي تختص مقدساتها برعاية ووصاية هاشمية كريمة، ومن المؤكد أن الشعب يقف خلف جلالته في اعتبار أنَّ القدس والاقصى خط أحمر لا يسمح جلالة الملك بتجاوزه، فدور الأردن رائد في الدفاع عن شعب فلسطين وحقوقه و ثابت في عقل الدولة و فلسفتها زرع الحقائق التي تؤكد عدالة القضية الفلسطينية لترسيخها في وجدان الاردنيين، و الحديث عن حق العودة، والدور الأردني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ورعايتها في القدس الشريف، والدفاع عنها في شتى المراحل ولن تحيد عن ذلك أبدًا.
وفي موضوع جائحة كورونا فقد حملت كلمات جلالة الملك أكثر من مرة دعوة ملكيه للتخفيف عن المواطنين والموازنة المدروسة بين الصحي والاقتصادي وأيضًا دعوة لتحمل كل شخص لمسؤولياته والعمل يدًا بيد من جميع المؤسسات وبكل اخلاص لخدمة الأردن والخروج به من هذه الأزمة التي فرضت على الأردنيين وشعوب العالم حولنا تحديات كبيرة في مختلف المجالات .
لقد أثبتت تجربة الأيام الماضية حول التطورات الأخيرة أنَّ أبناء الأسرة الأردنية الواحدة موحدين في حبهم لقائدهم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عزز الله ملكه، ولذلك كان وصف جلالة الملك واضحًا تماما في قوله لأبناء الشعب " أنتم الأهل والعشيرة، وموضع الثقة المطلقة، ومنبع العزيمة"، وأرسل رسالة واضحة بقوله "أن الفتنة وئدت، وأن أردننا الأبي آمنًا مستقرًا وسيبقى آمنًا مستقرًا، محصنًا بعزيمة الأردنيين، منيعًا بتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن.
وهنا فقد أثبتت جلالة الملك مرة أخرى تسامحه وسمو ورفعة أعماله وأنه أب لكل الاردنيين، وأن الأردن وقائده الفذ عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز كان مستجيبًا دائمًا لداعي العقل وعبقرية القيادة، ليدرك ضرورة التدخل بكلمة قصيرة ينهي فيها الجدل ومحاولة البعض الاصطياد في المياه العكرة ويقطع الشك باليقين في كل ما حدث ويحافظ على تماسك الاسرة الاردنية بكل مكوناتها وهو رب الاسرة للجميع.
من هنا، وفي ظل الأزمات التي يعيشها أي وطن فإن خطابات الشعبوية يجب أن تزول لتحل محلها الموضوعية والصدق والانتماء للوطن وقائده حفاظًا على الوطن واستقراره واعتزازًا بجيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الامنية الساهرة على استقرار الوطن وأمنه والذود عن حماه، ونحن جميعًا خلف جلالة الملك فالحالة تتطلب ضرورة توحيد الجهود وتكريسها لمحاربة الوباء، وحماية أرواح الأردنيين، والتصدي لكل التحديات، بما يمكن الأردن من دخول مئويته الثانية بكل ثقة وقدرة على مواجهة كافة التحديات سواء خارجية ام داخلية.
حمى الله الأردن وطنًا لكل الشرفاء وعزز منعته ووهب له مزيداً من الاستقرار والامان في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز حفظه الله ورعاه.